السلام عليكم
ما صحت هذه الروايه عن امير المؤمنين (ع)
عن الأمام جعفر الصادق (ع) انه قال :
ان الأمام علي (ع) عندما اراد الخروج من البصره قال على اطرافها : لعنك الله يا انتن الأرض ترابا ، واسرعها خرابا ، واشدها عذابا ، فيك الداء الدوي قيل : ماهو يا امير المؤمنين قال : كلام القدر الذي فيه الفريه على الله وبغضنا اهل البيت وفيه سخط الله وسخطه نبيه (ص) وكذبهم علينا اهل البيت واستحلالهم الكذب علينا .
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لو قرأ الرواية بتمامها لعرف أن هذا ليس قول أمير المؤمنين علي عليه السلام ولا بقول إمام معصوم!
وإنما هذا قول من دخل على الإمام الصادق صلوات الله عليه وكان يحدِّث مما حفظه من أحاديث بأمر الإمام، وكان يحدَّث عمن سمع منهم عن جعفر بن محمد أيضا وما كان يعلم هذا الرجل أنه جالس في محضر الإمام جعفر بن محمد الصادق! وقد طلب الإمام عليه السلام منه أن يحدِّثه مما سمع بقوله له -زدنا-، كما سيتبين من نقل صدر الرواية التي أوردها العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج47 ص354:
رجال الكشي: وجدت في كتاب أبي محمد جبرئيل بن أحمد الفاريابي بخطه حدثني محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل الكوفي، عن عبد الله بن عبد الرحمان عن الهيثم بن واقد، عن ميمون بن عبد الله قال: أتى قوم أبا عبد الله عليه السلام يسألونه الحديث من الأمصار، وأنا عنده، فقال لي: أتعرف أحدا من القوم؟ قلت: لا فقال: كيف دخلوا علي؟ قلت: هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه، لا يبالون ممن أخذوا، فقال لرجل منهم: هل سمعت من غيري من الحديث؟ قال: نعم قال: فحدثني ببعض ما سمعت.
قال: إنما جئت لأسمع منك، لم أجئ أحدثك، وقال للاخر: ذلك ما يمنعه أن يحدثني ما سمع؟ قال: تتفضل أن تحدثني بما سمعت، أجعل الذي حدثك حديثه أمانة لا أتحدث به أبدا؟ قال: لا قال: فسمعنا بعض ما اقتبست من العلم حتى نعتد بك إن شاء الله قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: النبيذ كله حلال إلا الخمر، ثم سكت فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي عليه السلام أنه قال: من لم يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع، ومن لم يأكل الجريث (1) وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال أما النبيذ فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء، وأما المسح على الخفين فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر، ويوما وليلة في الحضر، وأما الذبائح فقد أكلها علي عليه السلام وقال: كلوها، فان الله تعالى يقول: "اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم" ثم سكت. فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا .. (…) قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد أنه قال: لما رأى علي بن أبي طالب عليه السلام يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني هلكت قال له الحسن: يا أبت أليس قد نهيتك عن هذا الخروج؟ فقال علي عليه السلام: يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا.… ثم قال لنا ان عليا ع لما أراد الخروج من البصرة قام على أطرافها ثم قال لعنك الله يا أنتن الأرض ترابا وأسرعها خرابا وأشدها عذابا فيك الداء الدوي…
فهو ليس كلام امير المؤمنين عليه السلام ، وانما كلام شخص اخر ينسب الى الامير وأهل البيت وكذبه الامام الصادق عليه السلام …
وانما ورد روايات عن الامام علي عليه السلام في مدح اهل البصرة منها :
روى كمال الدين ميثم البحراني : أنه لما فرغ أمير المؤمنين (عليه السلام) من أمر الحرب لأهل الجمل، أمر منادياً ينادي في أهل البصرة إن الصلاة الجامعة لثلاثة أيام من غد إن شاء الله ولا عذر لمن تخلف إلاّ من حجة أو علة فلا تجعلوا على أنفسكم سبيلا، فلما كان اليوم الذي اجتمعوا فيه، خرج (عليه السلام) فصلى بالناس الغداة في المسجد الجامع، فلما قضى صلاته قام فاسند ظهره إلى حائط القبلة عن يمين المصلى فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله) واستغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ثم قال: ياأهل البصرة، إن الله لم يجعل لأحد من أمصار المسلمين خطة شرف ولا كرم إلاّ وقد جعل فيكم أفضل ذلك وزادكم من فضله بمنه ما ليس لهم، أنتم أقوم الناس قبلة، قبلتكم على المقام حيث يقوم الامام بمكة، وقارؤكم أقراء الناس، وزاهدكم أزهد الناس، وعابدكم أعبد الناس، وتاجركم أتجر الناس، وأصدقكم في تجارته، ومتصدقكم أكرم الناس صدقة، وغنيكم أشد الناس بذلا وتواضعاً، وشريفكم أحسن الناس خلقاً، وأنتم أكرم الناس جواراً وأقلهم تكلفاً لما لا يعنيه، وأحرصهم على الصلاة جماعة، ثمرتكم أكثر الثمار، وأموالكم أكثر الأموال، وصغاركم أكيس الأولاد، ونساؤكم أقنع الناس وأحسنهن تبعلا، سخر لكم الماء يغدو عليكم ويروح صلاحاً لمعاشكم، والبحر سبباً لكثرة أموالكم، فلو صبرتم واستقمتم لكانت شجرة طوبى لكم مقبلا وظلا ظليلا …