( 19 سنة ) - العراق
منذ سنتين

ولدني ابو بكر مرتين

السلام عليكم و رحمة الله .. عندي سؤال بخصوص حديث منسوب للأمام الصادق (ع) من فئة معينة نص هذا الحديث (ولدني أبو بكر مرّتين ) ما صحة هذا الحديث ، لأن حالياً فئة تحتج علينا بهذا الحديث و سبق للأمام يدين ما فعلهُ عمر و ابو بكر بحق فاطمة الزهراء (ع) فأحسست هنالك تناقض في الموضوع أرجوا الرد عليه و التوضيح و شكراً لكم على هذه الخدمة أدامكم الله بخدمة دين رسول الله (ص) و لا تنسوني من الدعاء طالب سادس أعدادي امر بفترة عصيبة ..


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته إنّ هذه العبارة موضعَ ريبٍ وشكٍّ لعدّة أمور منها: أوّلاً: لم يروِها الشيعة، بل هي من مرويّات المخالفين ، وعليه: فكيف يصحُّ الإحتجاج على الشيعة بما لم يُروَ عندهم؟ ثانياً: حتّى لو كان الشيعة هم الذين رووها، فإنّها لا تتضمّن إفتخاراً، ولا تصويباً لأبي بكر فيما فعل، بل هي تقريرٌ لأمر واقع، لا يفيد مدحاً ولا ذمّاً, فإنّ قولك: فلان ابن فلان، أو عمّه، أو إبنه، أو فلانة زوجة فلان، أو فلان زوج فلانة لا يفيد ذمّاً ولا مدحاً لكلٍّ من الطرفين. وقد وردت الإشارة إلى أمثال هذه الأمور في القرآن الكريم، فراجع سورة التحريم وغيرها. ومن باب المثال القريب نقول: نحن لسنا ببعيدين عن عمّي النبيّ (صلّى الله عليه وآله) الحمزة وأبي لهب, ومكانُ كلٍّ منهما واضحٌ لدى عموم المسلمين فتدبّر. ثالثاً: إنّ مَن ينتسب إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لا يحتاج إلى الإفتخار بالإنتساب إلى أحدٍ سواه, خصوصاً مع ما صدر من أبي بكر تجاه الصديقه الشهيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، التي هي جدّة الامام الصادق (عليه السلام), وتجاه الإمام عليّ (عليه السلام) الذي هو جدُّ الإمام الصادق (عليه السلام), وهو مـمّا لا يجهله أحد. رابعاً: في صحّة حديث: ولدني أبو بكر مرّتين نقاشٌ، وذلك لِما يلي: 1 ـ ذكر القرمانيّ في (أخبار الدول وآثار الأُوَلِ (بهامش الكامل في التاريخ سنة 1302 هـ) ج1 ص234): أنّ أمّ الإمام الصادق «عليه السلام» هي «أمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي سمرة». وعدم ورود القاسم بن محمّد بن أبي سمرة في كتب الرجال لا يعني أنّه شخصية موهومة، إذ ما أكثر الشخصيّات الحقيقيّة التي أهمل التاريخ ذكرها لأكثر من سبب. ولعلّ هذا هو السبب في أنّ الشهيد قد إكتفى بالقول: «أمّ فروة بنت القاسم بن محمّد». (ينظر: راجع: بحار الأنوار ج47 ص1). 2 ـ هناك جماعةٌ ـ ومنهم الجنابذيّ ـ تقول: إنّ أمّ فروة هي جدّة الإمام الباقر «عليه السلام» لأمّه، وليست زوجته، ولا هي أمّ الإمام الصادق «عليه السلام» ( ينظر: كتاب كشف الغمّة (ط سنة 1381 هـ المطبعة العلمية ـ قم) ج2 ص120 وناسخ التواريخ، حياة الإمام الصادق ج1 ص11 وبحار الأنوار ج46 ص218). 3 ـ لعلّ شُهرة القاسم بن محمّد بن أبي بكر تجعل إسمه دون سواه يسبق إلى ذهن الرواة، فإذا كتبوا القاسم بن محمّد، فإنّهم يضيفون كلمة «ابن أبي بكر»، جرياً على الإلفة والعادة، أو الميل والهوى القلبيّ. أضِف إلى ذلك: أنَّ القاسم بن محمّد أكثر من رجل، كما يُعلم مِن مراجعة كتب التاريخ والتراجم.… هذه بعض الاشكالات على هذه العبارة التي يردّدها بعضهم دون التأمّل في الإشكالات الواردة نحوها.…

1