logo-img
السیاسات و الشروط
( 12 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

تطوير العلاقة مع الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)

كيف نبني علاقتنا مع الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته تستند العلاقة بالإمام المهديّ (عليه السلام ) وتطويرها على ثلاثة أبعاد أساسيَّة: هي: البعد العقائديّ البعد العاطفيّ، البعد العمليّ. الأوّل: البعد العقائديّ: ويتحقّق بالعقيدة السَّليمة بالدِّين الإسلاميّ، إضافة إلى عدَّة أمور ترتبط بالعلاقة المباشرة بالإمام المهديّ (عليه السلام) أهمُّها: 1- معرفة الإمام المهديّ عليه السلام حقّ المعرفة: قال رسول الله: (من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهليَّة). وما دام لمعرفة الإمام كل هذه الأهمِّيَّة، فليس المراد منها هو معرفة اسمه ونسبه فقط، وإن كان من الواجبات التي لابد منها ولو بشكل إجمالي، لدخالتها في لزوم ما يعتقده المؤمن وكمال إيمانه، ولا يخفى أن لمعرفتهم (عليهم السلام) مراتب ودرجات تتفاوت بحسب استعداد كل واحد من المؤمنين، كما ورد عن الإمام الصَّادق (عليه السلام) حيث يقول: "..وأدنى معرفة الإمام أنَّه عِدل النَّبيّ إلّا درجة النُّبوَّة ووارثه، وأن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله والتَّسليم له في كلِّ أمر والرَّدُّ إليه والأخذ بقوله، ويعلم أنَّ الإمام بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عليُّ بن أبي طالب، ثمَّ الحسن، ثم الحسين، ثمَّ علي بن الحسين، ثم محمَّد بنُ عليّ، ثمَّ أنا، ثم من بعدي موسى ابني، ثمَّ من بعده ولده علي، وبعد علي محمَّد ابنه، وبعد محمّد عليّ ابنه، وبعد عليّ الحسن ابنه، والحُجَّة من ولد الحسن"(كفاية الأثر/الخزاز القمي/ص٢٦٣) 2- الثَّبات على الدِّين في عصر غيبته (عليه السلام)، فمن أهم التَّكاليف الشَّرعيَّة في عصر الغيبة هو الثَّبات على العقيدة الصَّحيحة بإمامة الأئمة ألإثني عشر وخصوصاً خاتمهم وقائمهم المهديّ (عليه السلام)، كما يتوجب علينا عدم التأثُّر بموجات التَّشكيك وتأثيرات المنحرفين مهما طال زمان الغيبة أو كثرت ضروب المشكِّكين، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: "والَّذي بعثني بالحقِّ بشيراً، ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه منِّي حتَّى يقول أكثر النَّاس ما لله في آل محمد حاجة، ويشكُّ آخرون في ولادته، فمن أدرك زمانه فليتمسَّك بدينه ولا يجعل للشَّيطان إليه سبيلا يشكِّكه، فيزيله عن ملَّتي ويخرجه من ديني"(كمال الدين وتمام النعمة /للشيخ الصدوق /ج ١ /ص ٧٩) 3- تجديد البيعة والولاية له (عليه السلام): جاء في دعاء العهد الوارد عن الإمام الصَّادق (عليه السلام): "اللهم إنِّي أجدِّد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيَّامي عهداً وعقداً وبيعةً له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبداً …". الثَّاني: البعد العاطفيّ: وذلك من خلال العلاقة العاطفيَّة والرُّوحيَّة الخاصَّة، الَّتي تتجلَّى من خلال: 1- الدُّعاء للإمام المهديَّ (عليه السلام) والدُّعاء بتعجيل الفرج: الدُّعاء له (عليه السلام) بتعجيل فرجه، فقد ورد من الناحية المقدّسة على يد محمّد بن عثمان في آخر توقيعاته (عليه السلام): "وأكثروا الدُّعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم"( كمال الدين وتمام النعمة /للشيخ الصدوق /ج ١ /ص ٥١٣ )، ومن ذلك الدعاء المعروف "اللهم كن لوليك الحجَّة بن الحسن ... المزید، وغيرها من الأدعية الكثيرة التي ذكرت في مصادرها لفرج الإمام (عجل الله تعالى فرجه)، فنحن مأمورون بالدُّعاء للإمام كما جاء ذلك في كثير من الرّوايات عن أهل البيت (عليه السلام) ولعل ذلك من أجل بقاء الصِّلة والرَّابطة العاطفيَّة مع الإمام. 2- إظهار محبّته (عليه السلام): وتحبيبه إلى النَّاس، وإظهار الشَّوق إلى لقائه (عليه السلام) ورؤيته، والبكاء والإبكاء والتَّباكي والحزن على فراقه، والتَّصدُّق عنه (عليه السلام) بقصد سلامته. وإقامة مجالس يذكر فيها فضائله (عليه السلام) ومناقبه، أو بذل المال في إقامتها، والحضور في هكذا مجالس، والسعي في ذكر فضائله ونشرها. الثَّالث: البعد العمليّ: ومن أجلى مصاديقه الانتظار الإيجابيّ لصاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، تؤكّد الأخبار على أن انتظار الفرج أفضل العبادة، وهو في توأمة مع الجهاد، سئل الإمام الصَّادق (عليه السلام) مَا تَقُولُ فِيمَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ مُنْتَظِراً لَهُ، فقَالَ (عليه السلام): "هو بمنزلة من كان مع القائم في فُسطَاطه ثمّ سكت هُنَيْئةً، ثمّ قال هو كمن كان مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)"(معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام )/الشيخ علي الكوراني العاملي /ج ٣ /الصفحة ٣٩٦) ونقل هذا المضمون في روايات كثيرة منها: أنه بمنزلة المجاهد بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأنه بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأنه بمنزلة من كان قاعداً تحت لواء القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف). ومن اظهر مصاديقها ،هو اتباع مراجع الدين الأعلام ممن ثبتت مرجعيتهم بإجماع علماء المذهب.

15