السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يستعمل بعض العرب اليومَ كلمةَ "مَـبْـرُوك" في الـمناسبات السعيدة على معنى الدعاء بالزيادة من الـخير. ولكن هذا الاشتقاق في غير مـحلّـه. فهناك فعل ثلاثي مُـجَـرَّدٌ وهو "بَرَكَ" وهناك فعل ثُلاثـيٌّ مَـزيدٌ بِـحَرفٍ وهو "بَـارَكَ". ومعناهُـما مُـخـتلِفٌ مِن حيثُ لغةُ العربِ.
فيقول ابن منظور مؤلّف كتاب لسان العرب : بَرَكَ البَعِيرُ أي أَنَـاخَ فِي مَوْضِعٍ فَلَزِمَهُ وَبَارَكَ بـمعنى التَّبْـرِيكِ وهو الدُّعَاءُ للإنسان بالبَـرَكَـةِ أي طلب الزيادة من الـخَيْرِ. فالفرق شاسع بين الـمعنيين.
القاعدة في اشتقاق اسم الـمفعول هي: يُصَاغُ اِسْمُ الـمَفْعُولِ مِنَ الفِعْلِ الثُّلاَثِيِّ الـمُـجَرَّدِ عَلَى وَزْنِ "مَفْعُولٍ" وَمِنْ غَيْرِ الثُّلاَثِيِّ عَلَى وَزْنِ مُضَارِعِهِ مَعَ إبْدَالِ حَرْفِ الـمُضَارَعَةِ مِيمًا مَضْمُومَةً وَفَتْحِ مَا قَبْلَ الآخِرِ.
بَرَكَ : فِعلٌ ثلُاثيٌّ مُـجَرَّدٌ يأتي اسم المفعول منه على وَزْنِ مَفْعُولٍ (مَـــــبْــــــرُوكٌ).
بَارَكَ : فِعلٌ ثُلاثيٌّ مَـزِيدٌ يأتي اسم المفعول منه على وَزْنِ مُفَاعَلٍ (مُــــــبَــــــارَكٌ).
فَــلْــيُــتَـــنَـــبَّـهْ لِـهَذَا الأَمْرِ بَارَكَ الله لَكُمْ وفِيكُمْ وبِكُمْ وعَلَيْكُمْ.
ووردت بعض الابيات في بيان الفرق بين المعنيين :
ولا تـقـل ـ مهنئاً ـ مبروك
فـذاك فـي لـسـانـنا متروك
لأن مـعـنـاه بـعيرٌ قد بَرَك
عـلـيـك كِـدْنا بعدَه أنْ نَقْبِرَكْ
وإنـمـا الـصـحيحُ أن يقـالا
مـبـاركٌ عـلـى الـفتى ما نالا
أو بارك الله له فيما وهبْ
كلاهما قد صح من قول العربْ