قدوتنا زينب الحوراء ( 24 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

سؤال الله عز وجل للنبي عيسى

السلام عليكم لماذا سأل الله النبي عيسى عليه السلام في هذه الآيه والله يعلم ماتخفي الصدور (وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم ءانت قلت للناس اتخذوني وامي الاهين من دون الله قال سبحانك مايكون لي أن اقول ماليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم مافي نفسي ولا اعلم مافي نفسك انك انت علام الغيوب)


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته هذه الآيات تشير إلى حديث يدور بين الله والمسيح يوم القيامة، بدليل أننا بعد بضع آيات نقرأ: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ولا شك أنه يوم القيامة. ثم أن جملة فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم دليل آخر على أن الحوار قد جرى بعد عهد نبوة المسيح (عليه السلام)، والفعل " قال " الماضي لا يتعارض مع ما ذهبنا إليه، لأن القرآن ملئ بذكر أمور عن يوم القيامة استعمل فيها الزمن الماضي، وهو إشارة إلى أن وقوعه حتمي، أي أن مجيئه في المستقبل على درجة من الثبوت والحتمية بحيث أنه يبدو وكأنه قد وقع فعلا، فيستعمل له صيغة الماضي. على كل حال تقول الآية الأولى: وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله. لا ريب أن المسيح (عليه السلام) لم يقل شيئا كهذا، بل دعا إلى التوحيد وعبادة الله، أن القصد من هذا الاستفهام هو استنطاقه أمام أمته وبيان إدانتها. فيجيب المسيح (عليه السلام) بكل احترام ببضع جمل على هذا السؤال: 1 - أولا ينزه الله عن كل شرك وشبهة: قال سبحانك. 2 - ثم يقول: ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق أي ما لا يحق لي قوله ولا يليق بي أن أقوله. فهو في الحقيقة لا ينفي هذا القول عن نفسه فحسب، بل ينفي أن يكون له حق في قول مثل هذا القول الذي لا ينسجم مع مقامه ومركزه. 3 - ثم يستند إلى علم الله الذي لا تحده حدود تأكيدا لبراءته فيقول: إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب . 4 - ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم، لا أكثر من ذلك. 5 - وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد . أي كنت أحول دون سقوطهم في هاوية الشرك مدة بقائي بينهم، فكنت الرقيب والشاهد عليهم، ولكن بعد أن رفعتني إليك، كنت أنت الرقيب والشاهد عليهم. 6 - إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم، أي على كل حال فالأمر أمرك والإرادة إرادتك، إن شئت أن تعاقبهم على انحرافهم الكبير فهم عبيدك وليس بامكانهم أن يفروا من عذابك، فهذا حقك بإزاء العصاة من عبيدك، وإن شئت أن تغفر لهم ذنوبهم فإنك أنت القوي الحكيم، فلا عفوك دليل ضعف، ولا عقابك خال من الحكمة والحساب.

2