Ahmad ( 53 سنة ) - العراق
منذ سنتين

المقامره

السلام عليكم ، هل كانت مساهمه النبي يونس عليه السلام نوع من انواع المقامره .الايه فساهم فكان من المدحضين . حاشا النبي يونس من الخطأ


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته القرعة ليست من القمار بل القرعة هي حل لكل مشكل ووفق ما ورد في الروايات، فقد صعد يونس (عليه السلام) إلى السفينة، ثم إن حوتا ضخما وقف أمام السفينة، فاتحا فمه وكأنه يطلب الطعام، فقال ركاب السفينة أن هناك شخصا مذنبا معنا يجب أن يكون طعام هذا الحوت، ولم يجدوا سبيلا سوى الاقتراع لتحديد الشخص الذي يرمى للحوت، وعندما اقترعوا خرج اسم يونس، وطبقا للرواية فإنهم اقترعوا ثلاث مرات وفي كل مرة كان يخرج اسم يونس (عليه السلام)، فأمسكوا بيونس وقذفوه في فم الحوت العظيم، وقد أشار القرآن المجيد في آية قصيرة إلى هذه الحادثة، قال تعالى: فساهم فكان من المدحضين. " ساهم " في مادة (سهم) وتعني اشتراكه في الاقتراع، فالاقتراع تم على ظهر السفينة بالشكل التالي، كتبوا اسم كل راكب على (سهم) ثم خلطوا الأسهم وسحبوا سهما واحدا، فخرج السهم الذي يحمل اسم يونس (عليه السلام). (مدحض) مشتقة من (دحض) وتعني إبطال مفعول الشئ أو إزالته أو التغلب عليه، والمراد هنا أن اسمه ظهر في عملية الاقتراع من بين بقية الأسماء. وورد بهذا الشأن تفسير آخر يقول: إن إعصارا هب في البحر عرض السفينة ومن فيها من الركاب للخطر بسبب ثقل حمولتها، ولم يكن لهم سبيل للنجاة سوى تخفيف وزن السفينة من خلال إلقاء بعض ركابها في وسط البحر، وعندما اقترعوا على من يرمونه في الماء خرج اسم يونس، وبعد رميه في البحر ابتلعه حوت عظيم. وقال القرآن الكريم: فالتقمه الحوت وهو مليم أي إن حوتا عظيما التقمه وهو مستحق للملامة. " التقم " مشتقة من (الالتقام) وتعني (البلع). (مليم) من مادة (لوم) وتعني التوبيخ والعتب (وعندما تأتي بصفة الفعل فإنها تعطي معنى استحقاق الملامة). ومن المسلم أن هذه الملامة لم تكن بسبب ارتكابه ذنبا كبيرا أو صغيرا وإنما بسبب تركه العمل بالأولى، واستعجاله في ترك قومه وهجرانهم. وبعد بلعه من قبل الحوت أعطى الله سبحانه وتعالى أمرا تكوينيا إلى الحوت أن لا تلحق الأذى بيونس، إذ أن عليه أن يقضي فترة في السجن الذي لم يسبق له مثيل، كي يدرك تركه العمل بالأولى، ويسعى لإصلاحه. وورد في إحدى الروايات أن " أوحى الله إلى الحوت: لا تكسر منه عظما ولا تقطع له وصلا " (1). يونس (عليه السلام) انتبه بسرعة للحادث، وتوجه على الفور إلى الله سبحانه وتعالى وتكامل وجوده مستغفرا الله على تركه العمل بالأولى، وطالبا العفو منه. ونقلت الآية (87) في سورة الأنبياء صورة توجه يونس (عليه السلام) بالدعاء الذي يسميه أهل العرفان باليونسية، قال تعالى: فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. أي إنه نادى من بطن الحوت بأن لا معبود سواك، وأنني كنت من الظالمين، إذ ظلمت نفسي وابتعدت عن باب رحمتك. اعتراف يونس الخالص بالظلم، وتسبيحه الله المرافق للندم أدى مفعوله، إذ إستجاب الله له وأنقذه من الغم، كما جاء في الآية (88) من سورة الأنبياء، فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين. ونلاحظ الآن ماذا تقول الآيات بشأن يونس (عليه السلام)، قال تعالى: فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون أي لو لم يكن من المسبحين لأبقيناه في بطن الحوت حتى يوم القيامة، ويعني تبديل سجنه المؤقت إلى سجن دائم، ومن ثم تبديل سجنه الدائم إلى مقبرة له.

1