logo-img
السیاسات و الشروط
( 15 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

اللّعن

في زياره عاشوراء ذُكِر اللَّهم الْعَنْ الأوّل والثاني والثالث، من هم هولاء؟


اللعن هو دعاء بالطرد من رحمة الله تعالى، وقد ورد في القرآن الكريم في موارد متعددة، منها قوله تعالى: (( ِنَّ الَّذِينَ يَكتُمُونَ مَا أَنزَلنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِن بَعدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ )) (البقرة:159). ومنها قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا} (الأحزاب:57) كما ورد في زيارة عاشوراء : ((اللّهُمَّ العَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ))، مفاتيح الجنان، للشيخ عبّاس القمّيّ، ص ٥٥٨. والمُرَادُ هُوَ كُلُّ ظَالِمٍ ظَلَمَ آلَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، سَوَاءٌ كَانَ مَعْلُومَ النِّسْبَةِ عِنْدَنَا أَمْ مَجْهُولَ النِّسْبَةِ، فَكُلُّ ظَالِمٍ ظَلَمَ أَهْلَ البَيْتِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) فَهُوَ مُسْتَحِقٌّ لِلَّعْنِ بِإِجْمَاعِ المُسْلِمِينَ. أما ما ورد فِي الفَقْرَةِ الوَارِدَةِ فِي زِيَارَةِ عَاشُورَاءَ: ((اللَّهُمَّ خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظَالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي وَابْدأْ بِهِ أَوَّلًا ثُمَّ الثَّانِيَ وَالثَّالِثَ وَالرَّابِعَ، اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ ... المزید))، مفاتيح الجنان، للشيخ عباس القميّ، ص ٥٥٨. فإن الأوَّل والثاني والثالث هو بحسب التسلسل الزمنيّ لصدور الظلم، كما يظهر وليست بنحو الحصر، فإنه لَمْ يَرِدْ عَنْ أَئِمَّتِنَا (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) رواية صحيحة في بَيَانُ المَقْصُودِينَ بِاللَّعْنِ، فالزيارة وردت بهذا الشكل ولم تُفسّر بلحاظ أشخاص معينين، ولعلّ عدم ذكرهم من باب المصلحة العامة, والحفاظ على الوحدة الإسلامية, فإن بعض الأشخاص من اللذين لهم مواقف مع آل محمد(عليهم السلام) بلغت حدّ الاعتداء عليهم، وحرق بيوتهم، ولذا فقد يسوء بعض الناس ذكر أسمائهم صريحة لما توارثوه من التقديس والتبجيل لهم.. والباحث عن مظالم آل محمد (عليهم السلام) لا يفوته إدراك الترتيب المذكور.

1