logo-img
السیاسات و الشروط
( 43 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الفرق بين الايتين (تنزل الملائكة والروح)

الفرق بين معنى الايتين (تنزل الملائكة والروح) وبين (تتنزل الملائكة بالروح)؟


يمكن الإجابة عن سؤالكم بعدة نقاط : ا/لاتوجد آية في القرآن الكريم كماذكرتم (تتنزل الملائكة بالروح)بل الاية الموجودة هي قوله تعالى(تنزّل الملائكة والروح فيها) ٢/توقف المفسّرون التابعون لمذهب أهل البيت عليهم السلام طويلاً عند كلمة (تنـزّل) التي هي في الأصل (تتنـزّل) . فهي كلمة تدلّ على الاستمرار ، لأن صيغة المستقبل والمضارع لا تدلّ على المستقبل فحسب ، وإنّما تدلّ على حالة الاستمرار والتداوم والتواصل . و " تنزل " فعل مضارع يدل على الاستمرار (والأصل تتنزل) مما يدل على أن ليلة القدر لم تكن خاصة بزمن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبنزول القرآن، بل هي ليلة تتكرر في كل عام باستمرار. وما المقصود ب‍ " الروح "؟ قيل: إنه جبرائيل الأمين، ويسمى أيضا الروح الأمين. وقيل: إن الروح بمعنى الوحي بقرينة قوله تعالى: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا . وللروح تفسير آخر يبدو أنه أقرب، هو أن الروح مخلوق عظيم يفوق الملائكة. وروي أن الإمام الصادق (عليه السلام) سئل عن الروح وهل هو جبرائيل، قال: " جبرائيل من الملائكة، والروح أعظم من الملائكة، أليس أن الله عز وجل يقول: تنزل الملائكة والروح "؟ فالإثنان متفاوتان بقرينة المقابلة. وذكرت تفاسير أخرى للروح هنا نعرض عنها لافتقادها الدليل. من كل أمر أي لكل تقدير وتعيين للمصائر، ولكل خير وبركة. فالهدف من نزول الملائكة في هذه الليلة إذن هو لهذه الأمور. أو بمعنى بكل خير وتقدير، فالملائكة تنزل في ليلة القدر ومعها كل هذه الأمور (3). وقيل: المقصود أن الملائكة تنزل بأمر الله، لكن المعنى الأول أنسب. ٣/ بعض علماء اللغة أشاروا الى الفرق بين ( تتنزل و تنزل ) في الآيتين المباركتين : 1) < إنّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا> 2) < تنّزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر > قال في الآية الأولى ( تتنزل ) ؛ لأن السياق على الوفيات وفي كل يوم بل في كل لحظة تصل الوفيات والملائكة تتنزل عليهم لتثبتهم وتبشرهم فجاء بالفعل كاملا دون حذف ؛ ليناسب بين الفعل والزمن. أما في الآية الثانية ( تنزّل ) بحذف إحدى التاءين ..لأن السياق على ليلة واحدة وهي ليلة القدر والملائكة تنزل مرة واحدة فحذف التاء ؛ ليتناسب الفعل مع الزمن.

3