( 31 سنة ) - العراق
منذ سنتين

وقعة صفين

السلام عليكم يوجد في كتاب وقعة صفين لأبن مزاحم المنقري صفحة ٢٢١ حول مبارزة محمد بن الحنفية وابن عمر مانصه (يا بني، لو بارزته أنا لقتلته، ولو بارزته أنت لرجوت أن تقتله، وما كنت آمن أن يقتلك. ثم قال: يا أبه أتبرز بنفسك إلى هذا الفاسق اللئيم عدو الله؟ والله لو أبوه يسألك المبارزة لرغبت بك عنه. فقال: يا بني [لا تذكر أباه ولا] تقل فيه إلا خيرا (٢). يرحم الله أباه). فهل يصح هذا الحديث سنداً .. وما هي عقيدة صاحب الكتاب .


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ١- توجد ثلاثة اقوال : أ- إختلفت كلمة المؤرخين والرجاليين في وثاقة نصر بن مزاحم المنقري واعتباره العلمي بين مادح له وآخر قادح فيه، فقد ذهب اكثر رجاليي المخالفين الى تضعيفه والظاهر أن موقفهم هذا ينطلق من بواعث مذهبية تعود الى مذهب الرجل وتشيعه. بل قد صرح العُقيلي بالإشارة الى مذهب نصر بقوله: نصر بن مزاحم المنقري كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب، وخطأ كثير من حديثه. وقال الخطيب البغدادي نقلا عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: نصر بن مزاحم العطار كان زائغاً عن الحق مائلا، ثم أضاف البغدادي قلت: أراد بذلك غلوّه في الرفض. فيما ذهب إبن حبان الى وثاقة الرجل وذلك عند ادراجه في كتابه المعروف بثقات ابن حبّان. وممن ذهب الى توثيقه إبن أبي الحديد المعتزلي حيث قال: هو ثقة ثبت، صحيح النقل، غير منسوب إلى هوى ولا إدغال، وهو من رجال أصحاب الحديث. ب- واما علمائنا كل من النجاشي والعلامة الحلي في كبار رجال الشيعة معبرين عنه بأنّه كان مستقيم الطريقة صالح الأمر. ج - فيما ذهب المحقق محمد تقي التستري الى القول بأنّه عامّي قريب من الشيعة ويرجح كونه زيدي المذهب لاشتراكه في ثورة أبي السرايا وهذا الراي ليس ببعيد عنه بل اشتراكه معهم و عدم الطعن بالظالمين للاهل البيت عليهم السلام يدل انه زيدي العقيدة و الانتماء . ٢- الروايه المنقولة في السؤال غير صحيحة السند ،فيها مشاكل سنديه و دلالية … بل نقل في شرح نهج البلاغة ، انه قيل لمحمّد: لم يُغرّر بك أبوك في الحرب ولا يغرّر بالحسن والحسين؟ فقال: إنّهما عيناه، وأنا يمينه، فهو يدفع عن عينه بيمينه) وليس العبارة من امير المؤمنين عليه السلام وانما من هي محمد رضوان الله عليه. فقد روي عن امير المومنين في البصرة بعد معركة الجمل ، وقالت الأنصار: يا أمير المؤمنين! لولا ما جعل الله تعالى للحسن والحسين عليهما السلام ، لما قدّمنا على محمّد أحداً من العرب. فقال عليّ عليه السلام: (أين النجم من الشمس والقمر، أما أنّه قد أغنى وأبلى، وله فضله، ولا ينقص فضل صاحبيه عليه، وحسب صاحبكم ما انتهت به نعمة الله تعالى عليه). فقالوا: يا أمير المؤمنين! إنّا والله لا نجعله كالحسن والحسين، ولا نظلمهما له ولا نظلمه ــ لفضلهما عليه ــ حقّه. فقال عليّ عليه السلام (أين يقع ابني من ابنيّ بنت رسول الله).