الجنّ
هل التابعة من السحر؟ وماهي الآيات المخصصة في القرآن لعلاجها؟
التابعة أو القرينة أو أم الصبيان أسماء لمسمى واحد، ويقال هو الجنّي أو الجنّية يكونان مع الإنسان يتبعانه حيث ذهب، وفي الحديث من ولد له مولود فأذّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى لم تضرّه أم الصبيان. وأفاد الزبيدي في تاج العروس: أن التابعة تتبع الرجل تحبّه، وقيل: التابعة الرئي من الجن، وإنما ألحقوا الهاء للمبالغة، أو لتشنيع الأمر، أو على إرادة الداهية، والجمع: التوابع، وهنّ القرناء. يمكن مراجعه كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي توجد أدعية لهذا الموضوع ومنها رقعة الجيب للامام الرضا عليه السلام، والمعروفة بحرز الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فهو نافع، وهو العوذة التي كان الإمام (عليه السلام) يحتفظ بها دائماً؛ لدفع الشرور والأخطار، فقد روى يَاسِرُ الْخَادِم قَال:((لَمَّا نَزَلَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا (عليه السلام) قَصْرَ حُمَيْدِ بْنِ قَحْطَبَةَ نَزَعَ ثِيَابَهُ وَنَاوَلَهَا حُمَيْداً، فَاحْتَمَلَهَا وَنَاوَلَهَا جَارِيَةً لَهُ لِتَغْسِلَهَا، فَمَا لَبِثَتْ أَنْ جَاءَتْ وَمَعَهَا رُقْعَةٌ فَنَاوَلَتْهَا حُمَيْداً وَقَالَتْ: وَجَدْتُهَا فِي جَيْبِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا (عليه السلام). فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ الْجَارِيَةَ وَجَدَتْ رُقْعَةً فِي جَيْبِ قَمِيصِكَ فَمَا هِيَ؟ قَالَ (عليه السلام ): يَا حُمَيْدُ هَذِهِ عُوذَةٌ لَا نُفَارِقُهَا. فَقُلْتُ: لَوْ شَرَّفْتَنِي بِهَا؟ قَالَ (عليه السلام): هَذِهِ عُوذَةٌ مَنْ أَمْسَكَهَا فِي جَيْبِهِ كَانَ مَدْفُوعاً عَنْهُ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَمِنَ السُّلْطَانِ. ثُمَّ أَمْلَى عَلَى حُمَيْدٍ الْعُوذَةَ وَهِيَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً أَوْ غَيْرَ تَقِيِّ، أَخَذْتُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْبَصِيرِ عَلَى سَمْعِكَ وَبَصَرِكَ، لَا سُلْطَانَ لَكَ عَلَيَّ وَلَا عَلَى سَمْعِي وَلَا بَصَرِي وَلَا عَلَى شَعْرِي وَلَا عَلَى بَشَرِي وَلَا عَلَى لَحْمِي وَلَا عَلَى دَمِي وَلَا عَلَى مُخِّي وَلَا عَلَى عَصَبِي وَلَا عَلَى عِظَامِي وَلَا عَلَى أَهْلِي وَلَا عَلَى مَالِي وَلَا عَلَى مَا رَزَقَنِي رَبِّي، سَتَرْتُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بِسِتْرَةِ النُّبُوَّةِ الَّذِي اسْتَتَرَ بِهِ أَنْبِيَاءُ اللَّهِ مِنْ سُلْطَانِ الْفَرَاعِنَةِ، جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِي وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِي وَإِسْرَافِيلُ مِنْ وَرَائِي وَمُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وآله) أَمَامِي، وَاللَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَى مَا يَمْنَعُكَ وَيَمْنَعُ الشَّيْطَانَ مِنِّي. اللَّهُمَّ لَا يَغْلِبُ جَهْلُهُ أَنَاتَكَ أَنْ يَسْتَفِزَّنِي وَ يَسْتَخِفَّنِي. اللَّهُمَّ إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ، اللَّهُمَّ إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ، اللَّهُمَّ إِلَيْكَ الْتَجَأتُ))، عيون أخبار الرضا ص ١٤٨-١٤٩. وقد ورد في تفسير سورة الحجرات عن الإمام الصادق ( عليه السلام )، أنَّه قال : ((من كتبها وعلَّقها على المتبوع، أَمِنَ من شيطانه، ولم يَعُد إليه، وأمن من كلِّ ما يحذر من الخوف، والمرأة إذا شربت ماءها درّت اللَّبن بعد إمساكه، وحُفظ جنينها، وأمنت على نفسها من كلِّ خوف ومحذور بإذن الله تعالى))، البرهان في تفسير القرآن، السيد هاشم البحراني، ج ٥، ص ٩٩.