بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة السجدة: ((الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (8))
فالاية الشريفة تبين ثلاثة امور
الاول : ان الله تعالى احسن كل شيء خلقه فكل خلق من خلق الله هو في حسن وهذا يرتبط باصل الخلقة لذلك الشيء وفي تناسله ودوام خلقته
الثاني: ان ذكر خلق الانسان من طين بعد ما بين انه احسن كل شيء خلقه يدل على ان الخلق من الطين هو يرتبط بحسن خلقه وان الطين يؤدي احسن الخلق في الانسان ولو كان هناك ما هو افضل منه في حسن الخلق لكان هو المنتخب تحقيقا لحسن خلق الله تعالى للاشياء
الثالث: ان طريق تكاثر هذا الانسان ليس بالطين وانما بالماء المهين وان كان بالتحليل يرجع الى الطينة فان تكون هذا الماء بلا شك من نتاج الماكول والمشروب وهو يكون بتاثير الطين ويمكن ان يكون بلحاظ اصل خلقته ولا ضير في كل هذا
ومن هذا كله نعرف ان هناك خصوصية للطين بحيث يكون ((الإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ))(التين: 4) والا فان الله تعالى قادر على ان يخلق الانسان مما خلق منه الملائكة او الجن او غير ذلك ولكن خلقه من هذه المادة لها تاثير في قوامه وفي مزاجه وفي طبيعته وفي قدراته وغير ذلك ولاجله او لامور اخرى اعظم من ذلك ترجع الى علمه تعالى بالنظام الاكمل والاحسن اختار لخلق الانسان الطين دون غيره (والله العالم).
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته