logo-img
السیاسات و الشروط
مصطفى اياد ( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

كيف اكون مؤمنا : صفات المؤمن

السلام عليكم انا التقيت بشخص لمدة دقائق قليلة جدا لكني اعجبت بطريقة تعامله معي وتصرفه وعرفت وتيقنت انه من اهل الايمان من حديثه وذكره لله وهدوء تصرفاته بالاضافة الى اعجابي بخطيب وامام احد الجوامع القريبة من منزلي وطريقة خطبته ولبقاته وحسن كلامه فسؤالي هو كيف اكون مثله ولو بدرجة اقل . انا فعلا اصلي واصوم رمضان واقرأ القليل من القرآن لكني لست بهذه الدرجه من التدين فكيف اصبح متدينا وما هو المنهج او الطريق الذي اتبعه في حياتي لاكون متدينا ومتفقها بالدين وذاكرا لله في كل وقت ومع ان تنعكس على تصرفاتي وحياتي بصورة عامة فاطلب منكم بعض النصائح والارشادات والخطوات التي يجب ان اتبعها والصفات الاساسية للمؤمنين التي يجب ان اجعلها من صفاتي بالاضافة الى بعض عناوين الكتب التي تعرفني باهل البيت عليهم السلام اكثر وعن حياتهم .اتمنى ان اجد في جوابكم الفائدة والمنفعه اعتذر عن الاطالة وجزاكم الله خيرا .


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته إنَّ حقيقة الإيمان في هذا الوجود هي أكبر وأكرم الحقائق. لم تدركها النفوس عن طريق دائرة الحسّ الضيّقة ، فليست هي بحقيقة مادية تُدرك بالحواس المعروفة ولكن هي حقيقة معنويّة علويّة تدركها القلوب السليمة ، فتأخذ النفوس من أقطارها ، وتظهر ثمارها الطيّبة نظافة في الشعور ورفعةً في الأخلاق واستقامة في السلوك. تلك الحقيقة التي تتجسّد في نفوس المؤمنين من خلال مظاهر عديدة ، يمكن الاشارة إلىٰ أبرزها اهتداءً بقبس من نور النبوّة وحماة منهجها ، وهي : أوّلاً : التسليم لله تعالىٰ والرِّضا بقضائه : يقول الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنَّ لكلِّ شيء حقيقةً وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتّىٰ يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه » . فالمؤمن حقّاً هو الواثق بالله تعالىٰ وحكمته المستسلم لقضائه ، والمتقبّل لما يجيء به قدر الله في اطمئنان أيّاً كان. روى الصدوق رحمه الله بسنده عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه لقي في بعض أسفاره ركب فقال : « ما أنتم ؟ قالوا : نحن مؤمنون ، قال : فما حقيقة إيمانكم ؟ قالوا : الرّضا بقضاء الله والتسليم لأمر الله والتفويض إلىٰ الله تعالىٰ فقال : علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء ، فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تجمعوا ما لا تأكلون واتّقوا الله الذي إليه ترجعون » ثانياً : الحبّ في الله والبغض في الله : وهو من أبرز المظاهر العاطفيّة التي تعكس حقيقة الإيمان ، فحينما يؤثر الإنسان ـ علىٰ ما يحبه ويهواه ـ ما يحبّه الله تعالىٰ ويرضاه ، وحينما يكون غضبه لله لا لمصلحته الخاصّة ، فلا شكّ أنّ هذا الشعور العاطفي العالي يكون مصداقاً جليّاً علىٰ عمق إيمانه ومصداقيّته. ولذا ورد عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لا يجد العبد حقيقة الإيمان حتّىٰ يغضب لله ، ويرضىٰ لله ، فإذا فعل ذلك فقد استحقّ حقيقة الإيمان ». ثالثاً : التمسك المطلق بالحقّ : يقول أمير المؤمنين عليه السلام : « إنَّ من حقيقة الإيمان أن تؤثّر الحقّ وإن ضرّك علىٰ الباطل وإن نفعك » . إنَّ ترجيح كفة الحقّ الضارّ علىٰ كفة الباطل النافع ما هي إلّا مظهراً من مظاهر قوّة الإيمان الراسخ في أعماق النفس المؤمنة. رابعاً : حب أهل البيت عليهم السلام : هو أحد الحقائق الهامّة التي تميز الإيمان الصادق عن الزائف ، عن زر بن حبيش قال : رأيت أمير المؤمنين عليه السلام علىٰ المنبر فسمعته يقول : « والذي فلق الحبّة وبرء النسمة ، أنّه لعهد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إليّ أنّه لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق » . وعن جابر بن عبدالله بن حزام الأنصاري قال كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم جماعة من الأنصار فقال لنا : « يا معشر الأنصار بوروا أولادكم بحبّ علي بن أبي طالب فمن أحبّه فاعلموا أنّه لرشدة ومن أبغضه فاعلموا أنّه لغية » وعن أبي الزبير المكّي قال : رأيت جابراً متوكئاً علىٰ عصاه وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول : « علي خير البشر فمن أبىٰ فقد كفر ، يا معاشر الأنصار أدّبوا أولادكم علىٰ حبّ علي فمن أبىٰ فانظروا في شأن أُمّه ». وأورد الثعلبي في تفسيره ونقله عنه الزمخشري في الكشّاف ، والقرطبي المالكي في الجامع لأحكام القرآن ، والفخر الرازي في التفسير الكبير قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من مات علىٰ حبّ آل محمّد مات شهيداً ، ألا ومن مات علىٰ حبّ آل محمّد مات مغفوراً له ، ألا ومن مات علىٰ حبّ آل محمّد مات تائباً ، ألا ومن مات علىٰ حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان ، ألا ومن مات علىٰ حبّ آل محمّد بشّره ملك الموت بالجنّة ثمّ منكر ونكير ، ألا ومن مات علىٰ حبّ آل محمّد يزّف إلىٰ الجنّة كما تزف العروس إلىٰ بيت زوجها ، ألا ومن مات علىٰ حبّ آل محمّد فتح له في قبره بابان إلىٰ الجنّة ، ألا ومن مات علىٰ حبّ آل محمّد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات علىٰ حبّ آل محمّد مات علىٰ السُنّة والجماعة. ألا ومن مات علىٰ بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً علىٰ عينيه آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات علىٰ بغض آل محمّد مات كافراً ، ألا ومن مات علىٰ بغض آل محمّد لم يشم رائحة الجنّة ». فالإمام علي عليه السلام وأهل بيته رمز الإيمان وعلامة الطهر وعليه فمن أحبّهم فقد وجد في قلبه حقيقة الإيمان ، فهم مصابيح الدجىٰ وأعلام الهدىٰ من أحبّهم ذاق طعم الإيمان قال أبو عبدالله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّه لا يجد عبد حقيقة الإيمان حتّىٰ يعلم أنّ مالآخرنا لأوّلنا » . ولا يكفي الحبّ المجرّد بل لا بدَّ من الاتّباع وتحمل تبعات هذا الحبّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إنّا لا نعدُّ الرجل مؤمناً حتّىٰ يكون بجميع أمرنا متّبعاً مريداً » .وعن الإمام الباقر عليه السلام : « لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتّىٰ يكون فيه ثلاث خصال : حتّىٰ يكون الموت أحبّ إليه من الحياة ، والفقر أحبّ إليه من الغنىٰ ، والمرض أحبّ إليه من الصحّة. قلنا : ومن يكون كذا ؟! قال : كلّكم ! ثمّ قال : أيّما أحبُّ إلىٰ أحدكم يموت في حبّنا أو يعيش في بغضنا ؟ فقلت : نموت والله في حبّكم ؟ قال : وكذلك الفقر ... المزید » قلتُ : إي والله . فالمقياس النبوي الدقيق لمعرفة حقيقة الإيمان إذن هو حبّ أهل البيت عليهم السلام والتزام طاعتهم ، والتبرّي من أعدائهم ، وقد عرفنا من خلال بعض ما مرَّ أنه المقياس السليم الذي يتمّ به الكشف عن حقيقة الإيمان الكامل. ويمكن تصوير الإيمان والكفر ـ بدليل ما تقدّم ـ بميزان ذي كفّتين : كفّة بيضاء نقيّة تشتمل علىٰ حبّ أهل البيت عليهم السلام ؛ وهي كفة الإيمان الصادق ، واُخرىٰ سوداء مظلمة من بغضهم عليهم السلام ؛ وهي ليس إلّا الكفر والنفاق والمروق من الدين. خامساً : التدبر والنظرة الواعية : قد تظهر حقيقة إيمان الإنسان من خلال نظرته الفاحصة الواعية لمن حوله ، فحينما يرىٰ الناس منهمكين في إعمار دنياهم وتخريب دينهم ، فيؤثرون الفاني علىٰ الباقي ، يدرك ـ حينئذٍ ـ أنّ هؤلاء عقلاء في دنياهم حمقاء في دينهم. فهذه النظرة وذلك الإدراك يكشفان عن وصول الإنسان لحقيقة الإيمان الواعي. ومن هنا قال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم لأبي ذر الغفاري رحمه الله : « يا أبا ذرّ لا تصيب حقيقة الإيمان حتّىٰ ترىٰ الناس كلّهم حمقاء في دينهم ، عقلاء في دنياهم » وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام ما يشير إلىٰ ذلك بقوله : « لن تكونوا مؤمنين حتّىٰ تعدّوا البلاء نعمة والرَّخاء مصيبة » . ولا تكفي ـ بطبيعة الحال ـ النظرة الواعية في تحقّق الإيمان الكامل بل لا بدَّ من موقف معاكس ومخالف لما عليه عامة الناس وهو إيثار الباقي علىٰ الفاني والعزوف عن الدنيا الفانية .. لقي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً حارثة .. فقال له : « كيف أصبحت يا حارثة ؟ فقال : أصبحت يا رسول الله مؤمناً حقّاً ، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنَّ لكلِّ إيمان حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟ قال : عزفت نفسي عن الدنيا ، وأسهرت ليلي وأظمأت نهاري فكأنّي بعرش ربّي وقد قرب للحساب وكأني بأهل الجنّة فيها يتراودون ، وأهل النار فيها يعذّبون. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أنت مؤمن نور الله الإيمان في قلبك ، فاثبت ثبتك الله ». سادساً : السلوك العبادي السوي : قد تبرز حقيقة الإيمان في سلوك عبادي سويّ ، من خلال العمل بأوامر الله واجتناب نواهيه والنصيحة لأهل بيت رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وفي هذا الصدد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من أسبغ وضوءه وأحسن صلاته وأدّىٰ زكاة ماله وخزن لسانه وكفَّ غضبه واستغفر لذنبه وأدّىٰ النصيحة لأهل بيت رسوله فقد استكمل حقائق الإيمان وأبواب الجنّة مفتحة له » . وقد تظهر حقيقة إيمان العبد في ضبطه لجوارحه وخاصّة لسانه ، فقد ورد عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قوله : « لا يعرف عبدٌ حقيقة الإيمان حتّىٰ يخزن من لسانه » . سابعاً : الموقف الاجتماعي : وقد تظهر حقيقة الإيمان في موقف إجتماعي مشرّف كأن ينفق المؤمن علىٰ ذوي الفاقة علىٰ الرغم من ضيق ذات يده ، أو أن ينصف الناس من نفسه فلا يُسيء لهم ولا يظلمهم ، أو يبذل علمه للجاهل منهم. كلّ موقف من هذا القبيل قد يأخذ بيد المؤمن إلىٰ مراقي الصعود في درجات الإيمان ، ويشكّل بمفرده حقيقة من حقائقه الناصعة ، يقول الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم : « ثلاث من الإيمان : الإنفاق من الإقتار ، وبذل السلام للعالم ، والانصاف من نفسك » . ثامناً : حالة الخوف والرجاء : قد تتمثّل حقيقة الإيمان في الجانب النفسي عندما يكون المؤمن في حالة نفسيّة بين الخوف والرجاء عاملاً وفق مقتضيّاتهما. قال أبو عبدالله الصادق عليه السلام : « لا يكون المؤمن مؤمناً حتّىٰ يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً حتّىٰ يكون عاملاً لما يخاف ويرجو ». ارجو ان تحتوي الرسالة على سؤال واحد لتسهيل الاجابة وسرعتها .مع الشكر الجزيل لكم .

7