باسط العيساوي ( 42 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

ماهو الكوثر في القرآن؟


وردة كلمة الكوثر في سورالكوثر المشهور أنّ هذه السّورة نزلت في مكّة، وقيل: في المدينة، وقيل: من المحتمل أنّها نزلت مرّتين في مكّة والمدينة، لكن الرّوايات في سبب نزول السّورة تؤيد أنّها مكّية. ذكر في سبب نزول السّورة: أنّ "العاص بن وائل" رأى رسول اللّه (ص) يخرج من المسجد، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدثا، واُناس من صناديد قريش جلوس في المسجد. فلما دخل "العاص" قيل له من الذي كنت تتحدث معه؟ قال: ذلك الأبتر. وكان قد توفي عبد اللّه بن رسول اللّه (ص) وهومن خديجة، وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر. فسمته قريش عند موت ابنه أبتر. (فنزلت السّورة تبشر النّبي بالنعم الوافرة والكوثر وتصف عدوّه بالأبتر) ولمزيد من التوضيح نذكر أنّ النّبي كان له ولدان من اُم المؤمنين خديجة (ع) أحدهما "القاسم" والآخر "الطاهر" ويسمى أيضاً عبد اللّه. وتوفي كلاهما في مكّة. وأصبح النّبي من دون ولد. هذه المسألة وفرت للأعداء فرصة الطعن بالنّبي فسمّوه الأبتر والعرب حسب تقاليدها كانت تعير أهمّية بالغة للولد، وتعتبره امتداداً لمهام الأب. والكوثر": من الكثرة، وبمعنى الخير الكثير، ويسمى الفرد السخي كوثراً. وفي معنى "الكوثر" ورد أنّه لما نزلت سورة الكوثر صعد رسول للّه (ص) المنبر فقرأها على النّاس. فلما نزل قالوا: يارسول اللّه ما هذا الذي أعطاك اللّه؟ قال: "نهر في الجنّة أشدّ بياضاً من اللبن، وأشدّ استقامة من القدح، حافتاه قباب الدر والياقوت...". (1) وعن الإمام الصادق (ع) في معنى الكوثر قال: "نهر في الجنّة اعطاه اللّه نبيّه عوضاً من ابنه" (2). وقيل: هو حوض النّبي الذي يكثر النّاس عليه يوم القيامة. وقيل: هو النّبوة والكتاب، وقيل: هو القرآن. وقيل: كثرة الأصحاب والأشياع. وقيل: هو كثرة النسل والذرية وقد ظهرت الكثرة في نسله من ولد فاطمة (ع) حتى لا يحصى عددهم، واتصل إلى يوم القيامة مددهم، وروي عن الصادق (ع) أنّه الشفاعة (3) الفخر الرازي نقل خمسة عشر رأياً في تفسير الكوثر، ولكن هذه التفاسير تبيّن غالباً المصاديق البارزة لمعناها الواسع وهو "الخير الكثير". نعلم أنّ اللّه سبحانه أعطى رسوله الأكرم (ص) نعماً كثيرة، منها ما ذكره المفسّرون في معنى الكوثر وغيرها كثير، وكلّها يمكن أن تكون تفسيراً مصداقياً للآية. على أي حال، كلّ الهبات الإلهية لرسول اللّه (ص) في كل المجالات تدخل في إطار هذا الخير الكثير، ومن ذلك انتصاراته على الأعداء في الغزوات، بل حتى علماء اُمته الذين يحملون مشعل الإسلام والقرآن في كلّ زمان ومكان. ولا ننسى أنّ كلام اللّه سبحانه تعالى لنبيّه في هذه السّورة كان قبل ظهور الخير الكثير. فهو إخبار بالمستقبل القريب والبعيد، إخبار إعجازي يشكل دليلاً آخر على صدق دعوة الرسول الأعظم (ص).

2