وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ابنتي الكريمة، إن ما قمتِ به من نقل الكلام وإحداث المشاكل بين العائلات هو من الغيبة والنميمة، وهما من الذنوب التي حذر منها الإسلام بشدة لما لهما من آثار سلبية على الأفراد والمجتمعات. ولكن شعورك بالندم والخوف من عدم المغفرة هو في حد ذاته علامة على صحة قلبك ويقظة ضميرك، وهذا أمر محمود في الإسلام. إن الله تعالى غفور رحيم، ويحب التوابين، وقد فتح باب التوبة لعباده مهما عظمت ذنوبهم. الأهم الآن هو كيفية التوبة الصادقة والعودة إلى الله تعالى.
للتوبة من هذا الذنب، عليكِ أولاً بالندم القلبي الصادق على ما فعلتِ، وهذا ما تشعرين به الآن. ثم عليكِ بالعزم على عدم العودة إلى مثل هذا الفعل أبداً في المستقبل. أما الجانب المتعلق بحقوق الناس، وهو الأهم في هذه الحالة، فهو يتطلب منكِ محاولة إصلاح ما أفسدتِ قدر الإمكان.
إذا كان بإمكانكِ أن تسعي في إصلاح ذات البين بين العائلتين، وأن توضحي أن ما حدث كان سوء فهم أو أنكِ لم تقصدي إحداث كل هذه المشاكل، فهذا واجب عليكِ. حاولي أن تخففي من حدة التوتر وتصلحي ما أمكن إصلاحه دون أن تعرضي نفسكِ لمزيد من المشاكل أو أن تفتحي باباً جديداً للفتنة. وإذا كان الاعتراف المباشر بالخطأ سيؤدي إلى تفاقم المشكلة، فلا يجب عليكِ ذلك، بل يكفي أن تسعي في الإصلاح بطرق غير مباشرة، كأن تتحدثي عن محاسن الطرفين أو تحاولي تقريب وجهات النظر.
وعليكِ أيضاً أن تستغفري الله تعالى كثيراً، وأن تكثري من الأعمال الصالحة، كالصلاة وقراءة القرآن والصدقة، فإن الحسنات يذهبن السيئات. واعلمي أن الله تعالى يقبل توبة عبده إذا تاب توبة نصوحاً، ولا تيأسي من رحمته أبداً.
نسأل الله تعالى أن يغفر لكِ ذنبكِ، وأن يوفقكِ لما يحب ويرضى، ودمتم برعاية الله وحفظه.