logo-img
السیاسات و الشروط
سيف علي ( 17 سنة ) - العراق
منذ 5 سنوات

السلام عليكم اكو روايه تقول كل رايه ترفع قبل الامام صاحبها طاغوت الغيبه للنعماني اليماني والخراساني رايتهم غير قبل الامام يعني هم مضلين وكيف يكون ذلك واليماني من المحتوم


عليكم السلام…محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): كل راية ترفع قبل قيام القائم (عليه السلام)، فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل.. وسند الرواية صحيح على الأظهر 14. وروى النعماني ذلك عن مالك بن أعين عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كل راية ترفع قبل راية القائم فصاحبها طاغوت 15. ويرد على هذا الاستدلال: أولاً: إن المراد بالرايات فيه رايات الضلالة، ويشهد لذلك ما روي عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث: « وإنه ليس أحد يدعو إلى أن يخرج الدجال إلا سيجد من يبايعه. ومن رفع راية ضلالة فصاحبها طاغوت » 16. ثانياً: قد يؤيد ذلك ويؤكده: أنه (عليه السلام) قد تحدث عن الراية، ثم وصف صاحبها بأنه طاغوت يعبد. مما يشير إلى حالة من الصنمية تكون لصاحبها، حيث يكون شخصه هو المحور، وهو ما لا يرضاه الإمام الحق. كما أن وصفه بأنه يعبد.. يشير إلى التزام الناس بأقواله من حيث هي دين وتشريع، تفرض عليهم التعبد بها، والتقديس لها.. ثالثاً: إن الرواية التي تحدثت عن زيد (رحمه الله) قد أوضحت الفرق بين راية الضلالة وراية الحق، وفرقت بذلك بين قيام زيد، وقيام غيره. فقد روي عن الإمام الرضا (عليه السلام): أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «رحم الله عمي زيداً، إنه دعا إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه.. إلى أن قال الإمام الرضا (عليه السلام)، للمأمون: إن زيد بن علي لم يدّع ما ليس له بحق، وإنه كان أتقى لله من ذاك، إنه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمد.. وإنما جاء ما جاء في من يدّعي: أن الله نص عليه، ثم يدعو إلى غير دين الله، ويضل عن سبيله بغير علم الخ 17.. رابعاً: إن ما جاء في صحيحة عيص بن القاسم، يُظهر لنا: كيف أن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يسعون لإقناع الناس بعدم الخروج مع من يدّعون الإمامة لأنفسهم، وهم غير صادقين في دعواهم، فقد جاء فيها قوله (عليه السلام): والله لو كانت لأحدكم نفسان، يقاتل بواحدة، يجرّب بها، ثم كانت الأخرى باقية، تعمل على ما قد استبان لها. ولكن له نفس واحدة، إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة. فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم، إن أتاكم منا فانظروا على أي شيء تخرجون؟! ولا تقولوا: خرج زيد، فإن زيداً كان عالماً، وكان صدوقاً، ولم يدعكم إلى نفسه. بل دعاكم إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه، إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه.. فالخارج منا اليوم إلى أي شيء يدعوكم؟! إلى الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله)؟ فنحن نشهدكم: أنا لسنا نرضى به، وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد.. وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر ألا يسمع منا.. إلى أن قال (عليه السلام): وكفاكم بالسفياني علامة 18.. وذلك يدل على أن أحاديث الأئمة (عليهم السلام) في النهي عن الخروج، وفي ذم الرايات إنما يراد بها هذا النوع من الناس.. وأنهم (صلوات الله وسلامه عليهم) كانوا يريدون من الناس أن يراعوا الدقة في مواقفهم، وأن يلتفتوا إلى حقائق الأمور، وأن يجعلوا الآيات والعلامات المروي أنها سوف تحدث نصب أعينهم، ولذلك قال (عليه السلام): وكفاكم بالسفياني علامة. بل إن هذه الصحيحة تدل على لزوم نصر من تكون دعوته محقة، كما كان الحال بالنسبة لزيد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، الذي دعا لنقض حكم الجائرين المجتمع. وقد صرحت الرواية هناك بهذا الفرق بين راية الحق، وراية الضلالة.. خامساً: إن الروايات التي تحدثت عن خروج اليماني، وتضمنت مدح رايته، وأنها راية هدى، تدل على أن المراد بالراية في قوله: كل راية ترفع قبل قيام القائم الخ.. هو رايات الضلالة التي يدّعي أصحابها الإمامة لأنفسهم بدون حق. فمدح راية اليماني يدل على جواز الخروج على حكام الجور، وإسقاط حكمهم، وإقامة حكم الله 19.. وكذا الحال بالنسبة للروايات التي تحدثت عن الرايات التي تُقبِل من المشرق، وأنهم يطلبون الحق فلا يعطونه. فإن مدحهم يدل على جواز الخروج أيضاً 20. ومثل ذلك أيضاً حديث: رجل من قم معه قوم كزبر الحديد، الخ.. فإنه دال على ذلك لأنه وارد في مقام المدح 21. وحديث تفسير آية ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ... المزید ﴾ 22 حيث قال الإمام (عليه السلام)، ثلاث مرات: «هم والله أهل قم» 21. فإن المدح لهؤلاء العباد يدل على مشروعية ما يقومون به في زمن الغيبة.. السيد جعفر مرتضى العاملي طاب ثراه

4