السلام عليكم
نحن نتبرء م̷ـــِْن عمر وأبي بكر وعثمان وعائشه وحفصه سؤالي هوه هل الامه سلام ربي عليهم قالوا لنا ألعنوهم أو تبرؤا منهم أتمنى يكون الجواب شافي وعلى لسان الامه الاطهار
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
قبل الجواب لابد ان يعرف جنابكم الكريم امرين مهمين
الاول: ان اللعن معناه الدعاء بالبعد عن رحمة الله تعالى فاذا قلت : اللهم العن الشيطان ، يعني: اللهم ابعده عن رحمتك
اذا اتضح هذا نقول:
الثاني: ان اللعن هو حقيقة قرآنية وقد لعن القران المنافقين والظالمين وغيرهم وكذلك لعن النبي صلى الله عليه واله بعض من كان في زمانه
يقول الله تعالى: ((فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَ جَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً …))(سورة المائدة، آية 13)
وكذلك قوله تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَ الْمُنافِقاتِ وَ الْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ لَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ))(سورة التوبة، آية 68)
وقوله تعالى: ((وَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ))(سورة الرعد، آية 25)
وغير ذلك من الايات الشريفة التي تصرح باللعن فأصل قضية اللعن ليس فيها اي محذور شرعي بعد ثبوتها في القران الكريم والسنة
وقد ثبت في القران الكريم ان كل من يؤذي الله والرسول (صلى الله عليه واله) فانه ملعون كما في قوله تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً))(سورة الأحزاب، آية 57)
وقد ثبت من مصادرنا ومن مصادر اخواننا السنة ان النبي (صلى الله عليه واله) يغضب لغضب فاطمة (عليها السلام) فقد روى احمد بن حنبل ومسلم في صحيحه ذلك ونص الرواية بسنده عن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال: ((إنما فاطمة بضعة منى يؤذيني ما آذاها))(صحيح مسلم ، مسلم النيسابوري ، ج7 / ص141)
فهذا يعني ان من يؤذي فاطمة (عليها السلام) فانه يؤذي رسول الله (صلى الله عليه واله) بلا شك وريب ومن يؤذي النبي (صلى الله عليه واله) فانه ملعون بنص القران الكريم وان الله يلعنه وليس فقط ملعونا بل اعد الله له عذابا مهينا.
والان نسال هل ثبت ان ابا بكر مثلا قد آذى السيدة الزهراء (عليها السلام) .
اما من مصادرنا فهي كثيرة واما من مصادر اخواننا السنة فايضا ثبت ذلك ومن اصح الصحاح وهو البخاري اكتفي بنقل رواية البخاري في ذلك:
روى البخاري بسنده عن عروة ابن الزبير أن عائشة أم المؤمنين (ر) أخبرته : (أن فاطمة (ع) ابنة رسول الله (ص) سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله (ص) أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (ص) مما أفاء الله عليه ، فقال لها أبو بكر : أن رسول الله (ص) ، قال : لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله (ص) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ... المزید..)(صحيح البخاري ، البخاري ، ج4،ص42، وايضا ذكر هذه الرواية في ج5 / ص82 ، وايضا ذكرها في ج8 / ص3)
فهذه الرواية وغيرها في مصادر اخرى تثبت انها عليها السلام ماتت وهي غاضب وواجدة على ابي بكر ومن اغضبها وآذاها فقد آذى رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن يؤذي رسول الله (صلى الله عليه واله) فالآية الشريفة واضحة ما هو حكمه.
ومن كل هذا تتضح النتيجة وكل هذا من القران الكريم ومن أصح كتب الاخوان السنة.
هذا من جانب ومن جانب اخر فقد ورد في بعض الزيارات الواردة عن اهل البيت (عليهم السلام) وايضا في الروايات فيها لعن لمجموعة خاصة من الصحابة والظالمين لاهل البيت (عليهم السلام).
واحب ان اضيف شيئا لكم ان اللعن هو لون من الوان التبري من اعداء اهل البيت (عليهم السلام) فلعن كل من ظلمهم (عليهم السلام) هو في الحقيقة التبرء من منهج الظالمين واظهار هذا التبرء بشكل عملي بلعن كل من ظلم اهل البيت (عليهم السلام) وهذا الامر السلوكي في الابتعاد عن منهج الظالمين والاقتراب من اهل البيت (عليهم السلام) هو تقرب إلى الله تعالى وبالتالي فان فلسفة اللعن ترجع في جذورها إلى اسقامة الانسان واقرابه من الله تعالى
ولكن هذا لا يعني ان هذه القضية (لعن الظالمين ومنهم بعض الصحابة) تكون بشكل تؤدي إلى فرقة المسلمين واثارة الفتنة بينهم او الاساءة إلى المؤمنين (الشيعة) وذلك كما لو كان اللعن بشكل يثير الاخرين ويؤجج الفتن والتناحر بان يظهر علنا جهارا نهارا وامام العالم في الفضائيات او على المنابر وتحت مرأى من الجميع ويلعن فلانا وفلانا وانهم كذا وكذا فان هذا شيء لا يجوز والمرجعية الدينية تفتي بحرمة هذا الفعل فان اضعاف المسلمين واثارة الفتن وبالتالي قد يؤدي إلى سفك الدماء شيء لا يجوز ومن المحرمات
نعم النقاش بالدليل وذكر المصادر المعتبرة لدى المسلمين وبيان الحق وكشف ماجرى بشكل علمي وموضوعي من دون اثارة الفتن شيء ممدوح وقد اكد عليه القران الكريم كما في قوله تعالى ((ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ))(سورة النحل، آية 125)
وحتى هذا المقدار كما قلنا ونؤكد عليه فيما اذا لم يسبب اثارة الفتنة وشق عصا المسلمين.
اتضح من كل هذ
١- ان اللعن حقيقة قرانية وثبتت في السنة القطعية
٢- ان النبي (صلى الله عليه واله) يغضب لغضب فاطمة (عليها السلام) ويؤذيه ما يؤذيها.
٣- ان بعض الصحابة الكبار ثبت بنص الكتب الصحيحة انه آذى الزهراء عليها السلام فيشمله ما ثبت في القران الكريم من اللعن وغيره.
٤- ان اللعن منهج سلوكي الغرض منه جعل الانسان بعيدا عن منهج الظالمين ويقترب من الصالحين ويكون محل تقرب إلى الله تعالى.
٥- ان لا يكون اللعن بشكل يثير الفتن وتفرقة المسلمين.
٦- علينا ان ندعو إلى نصرة الله ورسوله واهل بيته (عليهم جميعا صلوات الله وسلامه) وان يكون المنهج علميا وبالحكمة والموعظة الحسنة.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته