جعفر علي موسى ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

أمام مبين

إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ صدق الله العلي العظيم ما تفسير.. " وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ "؟ هناك تفسير يقول ان الإمام المبين هو امير المؤمنين عليه السلام ما هو اثبات هذا التفسير و هناك تفسير يقول معنى "الإمام" في هذه الآية كتاب والدليل من القرآن أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً سورة هود و ايضا وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَٰذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ سورة الأحقاف


ورد في تفسير قوله تعالى (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) عدة روايات تشير الى ان الامام المبين هو أمير المؤمنين علي (ع) ومنها: في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبى الجارود عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله (وكل شئ أحصيناه في امام مبين) قام أبو بكر وعمر من مجلسهما وقالا: يا رسول الله هو التوراة؟ قال: لا، قالا: فهو الإنجيل؟ قال: لا، قالا: فهو القرآن؟ قال: لا، قال فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، هو هذا، انه الامام الذي أحصى الله فيه تبارك وتعالى علم كل شئ. وفي تفسير علي بن إبراهيم (وكل شئ أحصيناه في امام مبين) أي في كتاب مبين وهو محكم وذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه قال: انا والله الامام المبين أبين الحق من الباطل ورثته من رسول الله صلى الله عليه وآله. وفي كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه: معاشر الناس ما من علم الا علمنيه ربى وانا علمته عليا وقد أحصاه الله في، و كل علم علمته فقد أحصيته في امام المتقين وما من علم الا علمته عليا. وقوله تعالى (أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً )أيضا واردة في أمير المؤمنين علي (ع) كما ذكرت ذلك عدة روايات ومنها: في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين: والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار الا وقد علمت فيمن أنزلت ولامر على رأسه المواسي الا وقد أنزلت عليه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار، فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك؟ قال له: أما سمعت الله يقول: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " فرسول الله صلى الله عليه وآله على بينة من ربه وانا الشاهد له فيه وأتلوه معه. وفي أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام انه إذا كان يوم الجمعة يخطب على المنبر فقال: والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواثيق الا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله عز وجل أعرفها كما أعرفه فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما آيتك التي نزلت فيك؟ فقال: إذا سألت فافهم ولا عليك الا تسأل عنها غيري، أقرأت سورة هود؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين قال أفسمعت الله عز وجل يقول: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه "؟ قال نعم (قال ظ): فالذي على بينة من ربه محمد صلى الله عليه وآله والذي يتلوه شاهد منه وهو الشاهد وهو منه وأنا علي بن أبي طالب وأنا الشاهد، وانا منه صلى الله عليه وآله وأشار الى ذلك صاحب تفسير الأمثل : أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه أي من الله تعالى ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة.... أي التوراة التي تؤيد صدقه وعظمته، مثل هذا الشخص هل يستوي ومن لا يتمتع بهذه الخصال والدلائل البينة. هذا الشخص هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، " البينة " ودليله الواضح هو القرآن المجيد، والشاهد المصدق بنبوته كل مؤمن حق أمثال علي (عليه السلام)، ومن قبل وردت صفاته وعلائمه في التوراة، فعلى هذا ثبتت دعوته عن طرق ثلاثة حقة واضحة. الأول: القرآن الكريم الذي هو بينة ودليل واضح في يده. الثاني: الكتب السماوية التي سبقت نبوته وأشارت إلى صفاته بدقة، وأتباع هذه الكتب السماوية في عصر النبي كانوا يعرفونه حقا، ولهذا السبب كانوا ينتظرونه. والثالث: أتباعه وأنصاره المؤمنون المضحون الذين كانوا يبينون دعوته ويتحدثون عنه، لأن واحدا من علائم حقانية مذهب ما هو إخلاص اتباعه وتضحيتهم ودرايتهم وإيمانهم وعقلهم، إذ أن كل مذهب يعرف بأتباعه وأنصاره. ومع وجود هذه الدلائل الحية، هل يمكن أن يقاس مع غيره من المدعين، أم هل ينبغي التردد في صدق دعوته؟!

1