تأثير الدعم المالي للعائلة على ميزانية الزوجين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في برنامجكم المجيب ابنتي الكريمة، إنَّ النفقة حق وواجب شرعي لكِ على زوجك، وهي تشمل المأكل والملبس والمسكن وما تحتاجينه في شؤونك الخاصة بحسب قدرته المالية، وهذا الحق مقدم على أي إنفاق آخر ليس بواجب، إنَّ إكرام الوالدين ومساعدتهما أمر عظيم وله ثوابه، ولكنَّه يأتي بعد أداء الواجبات الأساسية، وفي مقدمتها مسؤولية الزوج تجاه زوجته وبيته، فلا يجوز شرعاً أن يُنقص من ضرورياتك لتُسديد أموال ليست واجبة عليه، خاصة وأنَّ والديه ليسا في حالة عوز أو فقر. ولذا فالخطوة الأولى والمحورية هي الحوار الهادئ والحكيم مع زوجك، فاختاري وقتاً مناسباً يكون فيه مرتاح البال وغير منشغل، وتحدثي معه ليس بلسان الشاكي المتذمر، بل بلسان الشريكة الحريصة على استقرار بيتها، وابدئي حديثك بتقديرك لتعبه وسعيه لتوفير متطلبات البيت الأساسية كالإيجار والفواتير، ثم وضّحي له بهدوء أنَّ احتياجاتكم الضرورية لا تجدون ما يغطيها، وأنَّ الوضع الحالي يضطركم إلى التقصير في حق أنفسكم أو اللجوء لأهلك، وهذا أمر لا يليق بكيان أسرتكما المستقل. ابنتي، اقترحي عليه أن تجلسا معاً وتضعا ميزانية واضحة ومكتوبة لدخله، ومنه يمكن تحديد المبلغ الذي يستطيع إرساله لوالديه دون أن يؤثر ذلك على قوام بيتكم، فعندما يرى الأرقام أمامه، قد يدرك أنَّ زيادة المبلغ المرسل لوالديه لم يكن قراراً متناسباً مع وضعه المالي، مع الأخذ بعين الأعتبار ضرورة إقناعه بأنَّ الهدف ليس منعه من بر والديه، بل تنظيم هذا البر بما لا يهدم أركان بيته. أسأل الله أن يفتح على زوجك أبواب الرزق والبصيرة ويصلح ما بينكما.