logo-img
السیاسات و الشروط
( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 أسابيع

أسباب انحسار الالتزام باللباس الشرعي وكيفية التصدي له

السلام عليكم ما الذي حدث حتى جعل نسبة كبيرة من البنات في هذا الزمن غير ملتزمات باللباس الشرعي الكامل بينما نجد الامهات في الغالب ملتزمات باللباس الشرعي والعباءة كيف حصل هذا التحول ولماذا نحن من تأثرنا ؟ لماذا لم نكن نحن المؤثرين بحيث تكون النساء من بقية الثقافات والديانات يقتدين بالنساء المسلمات في لبسهن وحشمتهن لا العكس ؟ ( ان يكشف الانسان جسمه لينظر له الاخرين بنظرة سوء او كان هدفه وغايته هو ان يستعرض بجسمه هذا امر لايمكن ان يقبله عقل فكيف تم اقناع فئة كبيرة من البنات ان هذا صحيح وغيره يعتبر تشدد ورجعية !! ) ماهو الشيء الذي جعل النسبة القليلة في المجتمع ( النساء غير المحتشمات ) تصبح نسبة كبيرة ؟ وكيف يمكن لنا التصدي لهذا التوجه المخالف للدين بالاضافة الى كيف يمكننا معالجة هذا المشكلة ؟ وشكراً لكم . دمتم في توفيق الله وحفظه .


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، إن سؤالك هذا يعكس غيرةً على الدين وحرصًا على القيم، وهو أمرٌ محمودٌ ومبارك. فإن ما تراه من تغير في أنماط اللباس لدى بعض الفتيات في هذا الزمن، مقارنةً بالأمهات، هو نتيجة لتفاعل عوامل متعددة ومعقدة، ولا يمكن اختزاله في سبب واحد. ومن أهم هذه العوامل هو الأنفتاح الكبير على الثقافات الأخرى عبر وسائل الإعلام المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي. فهذه الوسائل تعرض أنماط حياة وأزياء قد لا تتوافق مع قيمنا الإسلامية، ومع تكرار المشاهدة وكثرتها، قد تتأثر بعض النفوس وتعتاد على هذه الصور، وتتضاءل لديها أهمية اللباس الشرعي الكامل. فكما أن هناك تيارًا فكريًا يسعى إلى تهميش القيم الدينية وتصوير الالتزام بها على أنه نوع من التشدد أو الرجعية، وهذا التيار يعمل على إضعاف الواعز الديني لدى البعض، ويقدم مفاهيم خاطئة عن الحرية الشخصية التي تتجاوز حدود الشرع. فإن غياب القدوة الصالحة في بعض الأحيان، وضعف التربية الدينية المتينة في بعض البيوت، قد يسهم في هذا التحول. وعندما لا تُغرس قيم الحياء والعفة والالتزام باللباس الشرعي منذ الصغر، وعندما لا يرى الأبناء قدوة حية تلتزم بهذه القيم، يصبحون أكثر عرضة للتأثر بالتيارات الخارجية. وكما أن الضغوط الاجتماعية من الأقران والرغبة في الانتماء إلى مجموعات معينة قد تدفع بعض الفتيات إلى التخلي عن لباسهن الشرعي، خوفًا من النبذ أو السخرية. وأما عن سؤالك لماذا لم نكن نحن المؤثرين، فهذا يتطلب جهدًا كبيرًا ومستمرًا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتقديم النموذج الإسلامي الصحيح في كل جوانب الحياة، بما في ذلك اللباس والحشمة. فالتأثير لا يأتي بالفرض أو الإكراه، بل يأتي بالإقناع والقدوة الحسنة والبيان الواضح لجمال الإسلام وكماله. وللتصدي لهذا التوجه ومعالجة هذه المشكلة، نحتاج إلى مقاربة شاملة ومتكاملة: أولاً: تعزيز التربية الدينية الصحيحة في البيوت والمدارس، وغرس قيم الحياء والعفة والالتزام باللباس الشرعي منذ الصغر، وبيان حكمته وفوائده النفسية والاجتماعية. ثانياً: تقديم القدوة الحسنة من قبل الأمهات والنساء الملتزمات كالسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فالفعل أبلغ من القول. ثالثاً: استخدام وسائل الإعلام الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي لنشر الوعي الديني الصحيح، وتقديم نماذج إيجابية لفتيات ملتزمات يجمعن بين الدين والحياة العصرية، وبيان أن الحشمة لا تتعارض مع الأناقة والجمال. رابعاً: الحوار الهادئ والمقنع مع الفتيات، وبيان أن اللباس الشرعي هو صيانة للمرأة وكرامة لها، وليس تقييدًا لحريتها، وأن النظرة السلبية التي قد تنتج عن التبرج لا تليق بمكانة المرأة المسلمة. خامساً: دعم المبادرات التي تشجع على الالتزام باللباس الشرعي، وتوفير بيئات آمنة ومحفزة للفتيات الملتزمات. سادساً: الدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يهدي بنات المسلمين ويصلح أحوالهم. إن التغيير يحتاج إلى صبر ومثابرة، وعلينا أن نؤدي ما علينا من نصح وإرشاد، ونسأل الله الهداية للجميع. وفقكم الله وسدد خطاكم.