السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد تفسير هذا القول (ذكر علي عباده)
وهل صحيح الفظ اذا قلت ياعلي بمعناه قلت ياالله
وهل صحيح اذا قلت ياعلي يعني عبدت الله بما انو ذكر علي عباده؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عند قولك يالله لاشك ولاريب انه عبادة اذا قصدت في نفسك ذلك ان تذكر الله تعالى، وكذلك ذكر علي هو عبارة عن التلفظ باسمه أو استحضار صورته في الذهن أوفي القلب في مقام المدح، وفي مقام الارتباط، وفي مقام التعلق بالولاء، فالذكر لا ينحصر بالذكر اللفظي، وهو أن يقول الإنسان «علي» ، بل حتى تصور علي في الذهن هو ذكر، لأنه ذكر ذهني وذكر وجداني، وحتى عندما يفتش الانسان في أعماق قلبه ليجد حب علي يملأ قلبه، ويغمر جوانحه فإن هذا التفتيش لإثارة ذلك الحب المختزن في أعماق النفس لعلي هو ذكر لعلي ، فالذكر قد يكون ذكراً لفظياً، وقد يكون ذكر عقلياً، وقد يكون ذكر قلبياً، كل هذا يندرج تحت عنوان «ذكر علي »، وعندما نأتي لمحمول هذه القضية وهو أن يقول: ”ذكر علي عبادة“ فما هو المقصود بأن ”ذكر علي عبادة“؟
هناك فرق بين العبادة والحسنة، لم يقل ذكر علي حسنة، الحسنة: العمل الذي يثاب عليه الإنسان: ﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾. فالتطيب عندما يريد الإنسان أن يدخل المسجد يستحب له أن يتطيب، يستحب أن يلبس لباساً حسناً عندما يريد أن يدخل المسجد: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾. التزين عند دخول المسجد أمر مستحب في نفسه، لكن هذا حسنة وليس عبادة، التزين والتطيب لدخول المسجد حسنة، وليس عبادة، هناك فرق بين درجة الحسنة ودرجة العبادة.
النبي الأعظم كما ورد عنه قال: ”إماطة الأذى عن الطريق صدقة“. ”تعليم سورة صدقة“ لكن الصدقة مرتبة من العمل، والعبادة مرتبة أعلى من تلك المرتبة، ذكر علي ليس مجرد حسنة، وذكر علي ليس مجرد صدقة، بل ذكر علي أرقى وأسمى وأعلى من هذه المراتب كلها ”ذكر علي عبادة“.
والعبادة هي الخضوع لله تبارك وتعالى، الخضوع لله، الخضوع التذللي لله عز وجل هو أعلى الأعمال، وأسمى الأعمال، الأعمال تتفاوت من حيث ثوابها، تتفاوت من حيث قربها من الله عز وجل، فإذا كان العمل عبادة كان أقرب إليه، وأكثر ثواب منه، والعبادة هي العمل الذي يكون خضوعاً وتذللاً للباري تبارك وتعالى، فالنبي الأعظم يقول: ذكر علي ليس حسنةً تستدر الثواب فقط، كما ورد عنه في حديث آخر: ”حب علي حسنة لا تضر معها سيئة“. بل ذكر علي هو خضوع لله، وتذلل لله، فهو عبادة توجب الزلفى، وتوجب القربى من الباري تبارك وتعالى: ”ذكر علي عبادة“.
الأمر الثاني الذي لابد لنا أن نتأمل فيه. ما هو المقصود بأن ذكر علي مصداق للعبادة على كل حال؟
تحديد ذلك يختلف بتحديد المقصود والمفهوم من عنوان العبادة. ما هو معنى العبادة؟ إذا فهمنا العبادة، إذا حددنا مفهوم العبادة عرفنا كيف يكون ذكر علي مصداقاً من مصاديق العبادة؟ مصداق حقيقياً جلياً من مصاديق العبادة؟
سماحة السيد منير الخباز