إنَّ الشَّماتة تعني أنّنا نسمح للكره بأن يستوطن مشاعرنا، وللحقد بأن يلوِّن قلوبنا، وللغضب بأن يستولي علينا ويحاصرنا. والمؤمن لا يكون مؤمنًا، إلّا إذا أحبَّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، وكره له ما يكره لها، وعلى الأقلّ، أن يضبط مشاعره، ولا يبدي الفرح لسوءٍ أصاب الآخر.
وحتَّى إنَّ المؤمن لا يشمت بالآخرين من غير المسلمين إذا أصابتهم مصيبة، إلّا إذا كانوا من الأعداء الكفَّار المحاربين ، وبغير ذلك، فإنَّ الحسَّ الإنسانيَّ ينبغي أن يكون هو الطّاغي على مشاعره، لأنَّ ذلك هو ما يميّز أخلاق المسلم، ولأنَّ الشّماتة من الطّباع اللّئيمة الّتي لا تليق به وبأخلاقه.
ثمّ، مَن الّذي يأمن على نفسه أن لا يحدث له ما حدث للآخرين؟ فإذا سمح لنفسه بالشَّماتة بهم، فسيأتي من يشمت به إذا أصابه مصابٌ ما، والإنسان معرَّض في كلّ حياته للمصائب والابتلاءات، بنفسه أو أهله أو أولاده، وقد قالها رسول الله(ص)، وهو يحثّ على الابتعاد عن مشاعر الشَّماتة: "لا تظهر الشّماتة بأخيك، فيرحمه الله ويبتليك" . وقيل أيضًا: "لا تفرح بسقوط غيرك، فإنّك لا تدري ما تضمر لك الأيّام".
ولأنَّ شعور الشَّماتة قاس شديد، ورد في دعاء الإمام زين العابدين(ع) وهو يدعو الله تعالى، قوله: "ولا تشمت بي عدوّي".