حق المرأة في السكن المستقل

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، يجوز لكِ مطالبة زوجكِ بتوفير السكن اللائق بحالكِ بالنسبة اليه ولا شيء عليكِ ، بل إن كان سكنكِ معهم لا يليق بكِ وجب عليه أن يوفر ما يكون لائقاً بكِ بالنسبة إليه، واعلمي إن الحياة الزوجية مبنية على المودة والرحمة والتفاهم، ومن حق الزوجة أن يكون لها مسكن مستقل ومناسب، وهذا ما أكدته الشريعة الإسلامية. فالمسكن المستقل هو من حقوق الزوجة التي يجب على الزوج توفيرها، وهو ليس مجرد مكان للإقامة، بل هو مساحة خاصة للزوجين لبناء حياتهما الأسرية بحرية وخصوصية، ولتربية الأبناء في بيئة هادئة ومستقرة. إن رفض الزوج للإنتقال إلى مسكن مستقل، مع قدرته على ذلك، قد يكون له أسباب مختلفة، وقد يكون نابعًا من رغبته في البقاء قريبًا من أهله أو لأسباب أخرى، ولكن هذا لا يسقط حقكِ في طلب المسكن المستقل، وطلبكِ للمسكن المستقل هو حق شرعي لكِ، ولا يعتبر ذلك عصيانًا أو عدم طاعة للزوج، بل هو مطالبة بحق من حقوقكِ الزوجية التي كفلتها لكِ الشريعة. أنصحكِ بالتحاور مع زوجكِ بهدوء وصبر، وبيان أهمية هذا الأمر لكِ ولحياتكما الزوجية ولتربية أبنائكما في المستقبل. حاولي أن تشرحي له الأسباب التي تدفعكِ لطلب الإستقلال، وكيف أن ذلك سيعود بالنفع على علاقتكما وعلى استقرار الأسرة، وقد يكون من المفيد أن تستعيني بحكيم من أهلكِ أو أهله ممن يثق به زوجكِ؛ ليكون وسيطًا بينكما ويساعدكما على التوصل إلى حل يرضي الطرفين ويحقق المصلحة الأسرية. أسأل الله أن يوفقكما لما فيه الخير والصلاح، وأن يرزقكما السكينة والمودة في حياتكما بحق النبي الكريم وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين).