logo-img
السیاسات و الشروط
( 54 سنة ) - العراق
منذ أسبوع

جدل حياء المرأة في الفعاليات الثقافية

السلام عليكم انتشر في زيارة الاربعين لهذا العام ترند (صواريخ المقاومة ) وحركة اليد بشكل يحاكي سقوط الصاروخ. وهناك ترند اخر هو تمزيق خريطة الكيان. قال البعض ان مشاركة طالبة الحوزة أو التي ترتدي العباءة بهذه الترندات ينافي حياءها (نص ما قالوا انها: نزلت مرتبة عن الحياء). هل السبب كونها مرأة بغض النظر عما ترتديه، ام لانها ترتدي العباءة؟ ما الذي يخدش الحياء في قيام المرأة بتمزيق ورقة او التلويح بيدها؟ السؤال للاستفهام وليس الاعتراض. مع الشكر


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ابنتي الكريمة، إن الحياء في الإسلام قيمة عظيمة تشمل الرجال والنساء على حد سواء، وهو خلق يزين الإنسان ويصونه، ويظهر في الأقوال والأفعال والسلوكيات. وليس الحياء مقتصرًا على اللباس، وإن كان اللباس الشرعي جزءًا مهمًا من مظاهره، بل هو حالة نفسية وسلوكية تعكس العفة والوقار. عندما نتحدث عن مشاركة المرأة، سواء كانت طالبة حوزة أو ترتدي العباءة، في بعض الترندات المنتشرة، فإننا ننظر إلى الفعل نفسه وتأثيره على الصورة العامة للمرأة المسلمة الملتزمة. إن تمزيق ورقة أو التلويح باليد بطريقة معينة، قد لا يكون في ذاته فعلاً محرمًا، ولكن السياق الذي يتم فيه هذا الفعل، والطريقة التي يؤدى بها، والرسالة التي يوصلها للآخرين، هي التي تحدد مدى ملاءمته للحياء والوقار المطلوبين من المرأة المؤمنة. إن المرأة التي تلتزم بالعباءة الشرعية، أو التي تدرس في الحوزة العلمية، يُنظر إليها على أنها قدوة ومثال للعفة والالتزام الديني. وبالتالي، فإن أي فعل يصدر منها، حتى لو كان بسيطًا في ظاهره، قد يُفسر بطرق مختلفة وقد يؤثر على هذه الصورة. فالحياء لا يعني الانزواء أو عدم المشاركة في قضايا الأمة، بل يعني المشاركة بوقار وعفة، وبطريقة لا تثير الشبهات أو تقلل من احترام الذات أو احترام الآخرين لها. إن التعبير عن المشاعر الوطنية أو الدينية يمكن أن يتم بطرق متعددة تتناسب مع مكانة المرأة المسلمة ووقارها. فالمسألة ليست مرتبطة بكونها امرأة فقط، بل هي مرتبطة بالصورة التي يجب أن تحافظ عليها المرأة الملتزمة، والتي تعكس قيم الإسلام وأخلاقه. فالحياء يقتضي أن تكون المرأة بعيدة عن كل ما قد يخدش وقارها أو يقلل من هيبتها في أعين الناس، وأن تكون أفعالها متناسبة مع رسالتها كمسلمة ملتزمة. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.