تحديات التحضير للزفاف

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ابنتي الكريمة، إن ما تمرون به من ضغوط وتحديات أمرٌ مؤلم، ولكن تذكري أنّ الله تعالى لا يكلف نفسًا إلّا وسعها، وأنّ الصبر مفتاح الفرج. إنّ سعي خطيبك وجهده في سبيل تأمين مستقبلكما أمرٌ يستحق التقدير، وهذا يدل على رجولته وحرصه، فلا تيأسي من رحمة الله. إنّ الضغوط التي يمارسها والدك، وإن كانت نابعة من حرصه عليكِ ورغبته في إتمام زواجكما، إلّا أنّ أسلوبه غير مقبول، خاصة ما يتعلق بالضرب أو التهديد بفسخ العقد. يجب أن تعلمي أن عقد الزواج الشرعي يمنحكِ حقوقًا، ولا يجوز لأحد أن يفسخه دون سبب شرعي. حاولي التحدث مع والدتكِ أو أحد الأقارب الحكماء والموثوق بهم ليشرح لوالدكِ الوضع بهدوء، ويبين له أن الضغط الشديد قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وأن الصبر والتفاهم هما السبيل الأمثل لحل هذه المشكلة. أمّا بخصوص تدبير أمور الزواج، فاعلمي أنّ البركة ليست في كثرة المال، بل في القناعة والرضا. يمكنكما التفكير في تبسيط بعض الأمور المتعلقة بالزواج، فليس من الضروري أن يكون كل شيء باهظ الثمن. الأهم هو بناء حياة زوجية قائمة على المودة والرحمة والتفاهم. تحدثي مع خطيبكِ بصراحة حول هذه النقطة، وكونا يدًا واحدة في اتخاذ القرارات التي تناسبكما وتخفف من الأعباء المالية. قد يكون تأجيل بعض الكماليات أو الاكتفاء بالضروريات في البداية هو الحل الأمثل، فالحياة الزوجية الحقيقية تبدأ بعد الزواج، وليس في تفاصيل الحفل. وبالنسبة للرزق وتسهيل الأمور، فتوكلي على الله حق التوكل، واعلمي أن الرزق بيده سبحانه. أكثري من الاستغفار، فهو مفتاح الرزق وتفريج الهموم. واظبي على قراءة سورة الواقعة كل ليلة، فقد ورد في فضلها أنها تمنع الفقر. وكذلك، الدعاء بتضرع وإلحاح، وخاصة في أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة. وقد ورد في الروايه ان امير المؤمنين عليه السلام قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دينا كان علي فقال يا علي: قل اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك، فلو كان عليك مثل صبير دينا قضاه الله عنك و صبير جبل باليمن جبل أجل ولا أعظم منه.