روى جعفر بن محمد بن عمارة عن ابيه قال : سالت الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام) فقلت له : لم خلق الله الخلق؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى, بل خلقهم لاظهار قدرته وليكلفهم طاعته فيستوجبوا بذلك رضوانه, وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم الى نعيم الابد . وقال تعالى في اشارة الى الغاية من خلقه الانسان (( وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعبُدُونِ )) (الذاريات:56) وفسرت العبادة بالمعرفة، والمعرفة نوع ترقي وتكامل في القوة العقلية والعقل هو الذي يعبد به الرحمان وتكتسب به الجنان كما في حديث عن الامام الصادق (عليه السلام) في الكافي, ويفهم من بعض اقوال امير المؤمنين (عليه السلام) ان الانسان خلق ذا نفس ناطقة ان زكاها بالعلم والعمل فقد شابهت جواهر اوائل عللها واذا اعتدل مزاجها وفارقت الاضداد فقد شارك بها السبع الشداد . ما يدلك ان الغاية القصوى لخلق الانسان هو ان يبلغ مقاما ساميا من التكامل تفضلا من الله تبارك وتعالى وقد جعل الله تعالى في جبلة الانسان الاستعدادات الكفيلة ببلوغه هذه الدرجة .