logo-img
السیاسات و الشروط
BM ( 26 سنة ) - العراق
منذ 4 أسابيع

تأثير وسواس الأفكار على الحياة اليومية

السلام عليكم ماعندي سؤال بس احتاج احجي صارلي سنة اعاني من وسواس الأفكار،ما اقدر احجي التفاصيل بس الوسواس أثر على حياتي وصرت ما اسوي اي شي احبه ولا امارس هواياتي لأن الأفكار أثرت على عقلي ونفسيتي وخلتني ما اسوي اي شيء احبه عقاب لنفسي على هذا التفكير وبسبب الحالة النفسية صارت عندي مشكلة صحية اني ابتعدت قبل فترة طويلة عن الناس لأن كلهم يأذون،حتى اهلي ما اسولف وياهم،ومنطلع هواي ف اغلب الوقت اكعد وحدي سواء بالبيت او بالدوام ماعندي احد مقرب مني لا امي ولا اختي ولاصديقات وما اقدر اختار اي شخص واسولف وياه عن الي يصير وياية حتى لو اهلي لأن هذا الموضوع حساس والناس تستخدم المشاكل النفسية والصحية حتى يعيبون الشخص بس احب الفن والفنانين وارتاح لأن اتابع أشخاص احبهم،هم بالنسبة الي علاج وهم الي يسعدوني ويخلوني انسى هواي أشياء بس من ارجع وحدي يرجع الوسواس


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، قال تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} (طه:124)، الأعراض عن ذكر الله والتمادي في الذنوب تكون نتائجها الهم والقلق والحاجة والوسوسة، وعليكم أن تعرفوا بعد رجوعكم إلى الله تعالى والتوبة النصوح : أولاً: أن تعتبري ما جاءكم قد يكون ابتلاء في الفكر والشعور بالوسواس القهري، خاصة حين يتعلّق بالنية والعقيدة، هو من أشدّ الابتلاءات، لأنه يتسلل إلى أقدس مناطق النفس: الإخلاص، الإيمان بالله تعالى، الخوف من الله سبحانه، والصدق مع الذات ... المزید ثانياً: ردّك على الوسواس ليس دليلاً على ضعف، بل على حرصكِ على النقاء، ولكن الوسواس يستغل هذا الحرص ليجعل منه سجناً، والشعور بأنّكِ "تحلمين" أو لا تستطيعين التفكير هو من أعراض الإرهاق الذهني الناتج عن الصراع الداخلي المستمر. ثالثاً: كيف تبدأين طريق الخروج من هذا الضياع؟ 1- أفصلي بين صوتكِ وصوت الوسواس، فالوسواس لا يأتيكِ بصوت خارجي، بل يتلبّس مشاعركِ وأفكاركِ، فيصعب تمييزه، والقاعدة لتمييزه: كل فكرة تُلحّ عليكِ وتُشعركِ بالذنب دون دليل عقلي قطعي أو شرعي معتبر واضح، فهي وسواس. والموقف المطلوب منكِ هو التالي: لا تردّي عليه، لا تشرحي له، ولا تحاولي إقناعه، بل تجاهليه كأنّكِ لم تسمعيه، حتى لو شعرتِ بعدم الارتياح. 2- النية، لا تُفتَّش بعد العمل، قال الفقهاء الشك في النية بعد العمل لا يُلتفت إليه، فإن فعلتِ خيراً، ثم جاءكِ شك في نيتكِ، فاعلمي أن العمل قد تم بنيّة صحيحة، والوسواس يريد أن يُفسده عليك. تجاهلي هذه الأفكار، وادعي الله عزوجل أن يصلح لكِ عملكِ كأن تقولي: اللهم تقبّل مني، وإن كانت نيتي ناقصة، فأنت تعلم ضعفي. أختي المحترمة، عليكِ أن تحذري من الشيطان ووساوسه فإنّ الوسوسة هي نشاط شيطانيّ، الغاية منها إرهاق العبد، وإبعاده عن طاعة الله تعالى، فمن خضع لها فقد أطاع الشيطان، وقد ورد عن عبد الله بن سنان قال: ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) رجلاً مبتلى بالوضوء والصلاة، وقلت: هو رجل عاقل، فقال: أبو عبد الله: وأيُّ عقل له وهو يطيع الشيطان؟ فقلت له: وكيف يطيع الشيطان؟ فقال: سَلْه هذا الذي يأتيه من أيِّ شئ هو؟ فإنَّه يقول لك من عمل الشيطان.(١) فالوسوسة عمل شيطاني؛ على الإنسان أن لا يستسلم لها، فقد يوسوس الشيطان للإنسان فيظهر له أنّه مراءٍ فلا بدّ من عدم الاهتمام بذلك والاستمرار في العبادة، ففي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أتى الشيطان أحدكم وهو في صلاته فقال إنّك مراءٍ فليطل صلاته ما بدا له ما لم تفته وقت فريضته.(٢) وقد ورد في رواية عن الامام علي(عليه السلام): …إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوّذ بالله، وليقل: " آمنت بالله وبرسوله مخلصا له الدين ..."(٣) 3- ينبغي أن يُعَوِّد الإنسان نفسه، على عدم ترتيب الآثار على الشكوك والوساوس، فإنَّ حكم كثير الشكّ والوسواسيّ، هو عدم الاعتناء بالشكِّ. رابعاً: الإمام (عليه السلام) لا يغضب منكِ ما دمتِ تقصدين الخير، وإن اشتبهتِ في متابعة ما لا ينبغي متابعته من الوسواس، فرؤيتكِ للإمام غاضباً أو غير راضٍ هي صورة من صور الوسواس، تُغذّيها مشاعر الذنب والتنافسية. الإمام هو باب الرحمة، لا يغلقه بسبب الخطأ المذكور. واعلمي أنّ نصرة الإمام تبدأ من الثبات على طريقه، لا من الشعور بالكمال. خامساً: خطوات عملية يومية: ١- أذكار الصباح والمساء حصن يومي ضد الوسواس، خاصة آية الكرسي وسورة الناس، والصلاة على النبيّ وآله، وما شابه ذلك. ٢- جلسة تأمل يومية 10 دقائق فقط، اجلسي بهدوء، تنفّسي بعمق، وقولي: أنا في رحمة الله تعالى، وأنا قادرة على تجاوز ما أنا فيه، والله سبحانه وليّ الذين آمنوا . ٣- دراسة العقيدة بتدرج، لا تفتحي كل الأبواب دفعة واحدة، خذي كتاباً موثوقاً واستعيني بعالمٍ متخصص أو مرشدٍ خبير. ٤- دفتر وسواس، اكتبي فيه كل وسواس يلحّ عليكِ، ثم اكتبي تحته: "هذا وسواس، لا أرد عليه. وأخيراً: أختي الفاضلة، همّتكِ لم تمت، بل هي مريضة وتحتاج رعاية، ما تشعرين به من ثقل ليس موتاً للروح، بل تعباً من كثرة الركض خلف الكمال، فأنتِ لا تحتاجين أن تكوني كما كنتِ، بل أن تكوني كما يريدكِ الله تعالى الآن: صابرة، متوكّلة، متدرّجة، شجاعة، واثقة بربّكِ وبنفسكِ. وفقكِ الله تعالى لكل خير، ودفع عنكِ كل شر . --------------------------------------- (١) الكافي، للشيخ الكلينيّ، ج ١، ص ١٢ . (٢) جامع أحاديث الشيعة، للسيد البروجردي، ج ٤ ص ٨٤ . (٣) الخصال، للشيخ الصدوق، ص ٦٢٤ .