logo-img
السیاسات و الشروط
بارق ليث عباس سعد ( 18 سنة ) - العراق
منذ أسبوعين

الحاجة للزواج والتحديات الأسرية

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته انه رجل وريد ان تزوج وكل ما اكل الوالدي والدي يكلي ما عدي المكانيه الزواج وانه بحاجة للزواج وانا ماريد انتجه اله درب الحرام ولا اريد ان أعيد المعاصي شنو الحكم على هذا الكلام والدي يمتنع الزواج وانا بحاجة للزواج ما الحكم


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، إنَّ حرصك على العفاف وصيانة نفسك عن الحرام أمرٌ عظيم يُحمد لك، وهو دليل على صلاحك وتقواك ورغبتك في الثبات على الالتزام الديني وتحصين نفسك ضد ما يمكن أن يكون سبباً في منعك من الأستمرار بذلك. إلَّا أنَّه بدايةً، من المهم أن تعلم أنَّه لا يجب على والدك شرعاً أن يزوجك إذا لم تكن لديه القدرة المالية على ذلك، فامتناعه بسبب عدم المقدرة لا يجعله آثماً ومقصراً بحقك، فالمسؤولية الشرعية في تكاليف الزواج تقع الآن على عاتقك أنت، لا على والدك، ودور الأب هو المساعدة والإعانة ما استطاع. ثُمَّ علينا أن نلفت انتباهك إلى النقطة الأهم التي يجب أن تستحضرها قبل الزواج، وهي أن الزواج ليس مجرد وسيلة لإشباع الحاجة الجسدية، بل هو مسؤولية عظيمة وتأسيس لأسرة، وهو يتطلب منك القدرة على الإنفاق والرعاية والقوامة، وعليه فقبل أن تطلب الزواج، يجب أن تسأل نفسك: هل أنا مستعد لتحمل هذه المسؤولية كاملة؟ هل لدي القدرة على إعالة زوجة وفتح بيت؟ إن إثبات قدرتك على تحمل هذه المسؤولية هو الخطوة الأولى والأساسية. لذا، عليك أن تحوّل هذه الرغبة الصادقة إلى سعي جاد وعمل دؤوب، فابدأ أولاً بالبحث عن عمل إن لم يكن لديك عمل، أو ابحث عن مصدر دخل إضافي إن كان ما عندك لا يحقق لك القدرة على أداء واجباتك الأسرية، وأثبت لنفسك ولوالدك أنَّك رجلٌ يُعتمد عليه وقادر على تحمل أعباء الزواج، فعندما يرى والدك سعيك وجديتك وقدرتك على الكسب، فاطمئن أنَّ والدك سيتغير موقفه منك ويقدم لك ما يستطيعه من عون ومباركة ويسعى لتحقيق مطلبك ولو من خلال الاقتراض لتغطية مصاريف زواجك، لكن الأساس هو اعتمادك على الله ثم على جهدك. وفي هذه الأثناء، استعن على تحصين نفسك بالصوم فإنَّه لك وقاية من الوقوع في الحرام، واشغل وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك، وأكثر من الدعاء بأن ييسر الله لك أمرك ويرزقك من فضله، فقد قال تعالى: إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (النور: ٣٢). وهذا الوعد لمن أخذ بأسباب العفاف والسعي وتحمل المسؤولية، وأيضاً يجب عليك أن تكون باراً بوالديك ولا تجعل ذلك سبباً للخروج عن طاعتهما، أو الإساءة لهما، فإنَّ في ذلك عقوقاً لهما وهو منهي عنه شرعاً، ويستدعي دخول النار. أسأل الله أن يفتح لك أبواب رزقه، وأن يرزقك القدرة على تحمل المسؤولية، ويهيئ لك الزوجة الصالحة التي تعينك على أمر دينك ودنياك.