السلام عليكم علمائنا الافاضل
انا في حيره من امري ابني عمره ١٩ سنه وعلمته وربيته على ان ابو بكر وعمر وعثمان هم اعداء اهل البيت وفي زيارة عاشوراء يوجد نص فيه لعنهم ولكن يأتي البارحه ليسألني من قال ان لعن الاول والثاني والثالث والرابع خاصه بهم ؟وهل يوجد روايات صحيح عندنا تثبت لعنهم وسؤال ثاني سألني من هو الرابع في هذا النص ؟ وسؤال الثالث هل اذا سأله احد من العامه عن اللعن يستعمل التقيه ام لا واجب عليه الاعلان والافصاح عن موقفه
رحم الله والديكم هذا وصلى الله على نبينا محمد وال محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
اختي الكريمة ام يونس هذه القضية من القضايا التي دلت عليها ادلة كثيرة من القران ومن الروايات والتاريخ وقد ارفقت لكم رابطا في اخر الجواب فيه ما ينفع في المقام ان شاء الله 👇🏻👇🏻👇🏻
واضيف عليها دليلا يمكنكم الاستعانة به وهو :
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً)) (الأحزاب:57) فالاية الشريفة تثبت حقيقة قرانية ان هناك قسم من الناس يستحقون اللعن من الله تعالى في الدنيا والاخرة وليس ذلك فقط بل اعد لهم عذابا اليما والسؤال هنا من هم هؤلاء الذين يؤذون النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بحيث يستحقون اللعن؟
الجواب: ان الذين يؤذون النبي صلى الله عليه واله له عدة مصاديق ومن مصاديقه من يؤذي فاطمة الزهراء عليها السلام واذا رجعنا الى البخاري نجده يثبت هذه الحقيقة ففي رواية عن المسور بن مخرمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فاطمة بضعة منى فمن أغضبها أغضبني)(صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق: باب مناقب المهاجرين وفضلهم، ج4/ص210)
فهذا الحديث وغيره في كتب المسلمين وصحاحهم يثبت بشكل واضح ان النبي يغضب في كل مورد تغضب فيه فاطمة عليها السلام
والسؤال هنا هل ثبت ان أبا بكر اغضب فاطمة عليها السلام ام لا؟
الجواب: هذه القضية من القضايا الشائكة جدا وقد داب القوم على إخفاء أي دليل يثبت هذه القضية وهي ظلامة القوم للسيدة الزهراء عليها السلام وكيف انهم كسروا ضلعها واحرقوا دارها ولكن مع كل الحيطة والحذر في التعامل مع هذا الملف نجد هنا وهناك ما يدل بوضوح على وجود أمور حصلت مع الزهراء عليها السلام ومنها ما رواه البخاري أيضا في موقف الزهراء عليها السلام من ابي بكر فقد روى بسنده (ان عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته ان فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت)(صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، ج4/ ص42).
فهذه الرواية تثبت بوضوح ان السيدة الزهراء غضبت على ابي بكر وبقيت على هذه الحال الى وفاتها روحي لها الفداء
وعندما نجمع بين هذه الروايات يثبت بشكل واضح مدلول الاية الشريفة ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً))(الأحزاب:57)
ومن اغضب فاطمة عليها السلام فقد اغضب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ومن اغضب الرسول استحق اللعن في الدنيا والاخرة واعد الله له غذابا مهينا.
وهذه النتيجة هي من القران الكريم ومن الروايات التي رواها إخواننا السنة.
ومن هنا فليس اللعن والذي هو حقيقة قرانية وامر متعارف عليه بين الصحابة والتابعين فليس هذا يثبت فقط بزيارة عاشوراء حتى يرد الشك على ابنك الكريم وانه من يقول ان المراد من الأول والثاني والثالث والرابع هو فلان وفلان بل لنا ادلة كثيرة تثبت هذه القضية والمراد من الرابع هو معاوية وهو الذي قاتل امير المؤمنين عليه السلام في واقعة صفين وكيف ان الكثير من دماء الصحابة قد سفكت ظلما وعدوانا بسببه وبسبب تمرده وطغيانه وكذلك في تامره على الامام الحسن عليه السلام وكيف أراد تصفية الامام الحسن عليه السلام وغير ذلك الكثير من افعاله المشينة التي يعناني منها الإسلام الى يومنا هذا.
اما سؤالكم الثالث : فانه اذا ساله الاخرون عن قضية اللعن فان الجواب يختلف باختلاف السائل فمرة السائل من اهل العلم ويريد ان يعرف الحقيقة فبامكانه ان يبين له أولا معنى اللعن وان معناه هو الدعاء بان يبعده الله تعالى عن رحمته وان اللعن حقيقية قرانية ثابتة بالقران الكريم وبامكانكم مراجعة الأسئلة في المجيب فيما يخص الموضوع فعندنا الكثير مما يرتبط بهذه القضية ويذكر له الايات بل والراوايات الواردة في كتب إخواننا السنة في كيفية لعن الصحابة بعضهم لبعض وكيف ان معاوية كان يلعن ويسب امير المؤمنين عليه السلام على المنابر لاكثر من ثمانين سنة حتى ان اهل الشام عندما سمعوا ان امير المؤمنين عليه السلام قد قتل بضربة على راسه وهو ساجد استنكروا ذلك وهل ان عليا كان يصلي فاللعن ليس شيئا جاء به الشيعة حتى يستنكر علينا وكأننا فرينا فرية في الإسلام مع ان القران يننادي به والروايات كذلك وأيضا يبين هذا الذي بينته لكم في دليل الاية والرواية.
اما اذا كان الاخرون ممن لا يتقبل النقاش ويرى الصحابة كالانبياء لا يمكن ان يتكلم عن بعضهم باي حال من الأحوال فهكذا اشخاص لا يناسب التحاور معهم وان اضطر ان يكون في حال تقية منهم خوفا من ان يؤذوه مثلا فالامر اليه وليس فيها شيء وتحاشي هكذا اشخاص شيء جيد.
وبعد كل هذا الذي بينته لكم اختي الكريمة ام يونس فهذا لا يعني ان اللعن يكون جهارا نهارا وامام الناس بحيث يثير الفتنة بين المسلمين فان الكثير من المسلمين لا يعرفون ما نعرفه من الحقائق وبعضهم ليس لهم استعداد ان يتغير أصلا فلا يناسب ان يكون اللعن امام الناس علنا بل اذا استلزم الفتنة وفرقة المسلمين فانه لا يجوز له ان يجهر باللعن او الإساءة الى المقدسات التي يعتقدها الاخرون فان هذا الامر لا يكون شيئا إزاء اثارة الفتنة وتفريق وحدة المسلمين .
نعم تبقى هذه عقيدتنا في بعض الصحابة وهي موافقة للقران والروايات ولا نلزم بها الاخرون كما لا نثير حفيظتهم تجاهنا بشكل خاص وتجاه الشيعة بشكل عام.
حفظكم الله وسدد خطاكم في طاعته وحفظ ابنكم وكافة المؤمنين من كل سوء.
https://api.almojib.com/ar/question/15657
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته