logo-img
السیاسات و الشروط
رسل ( 18 سنة ) - العراق
منذ شهر

تعاليم أهل البيت في مكافحة الحسد والغيرة

السلام عليكم،اني تقريبا من صرت مراهقة بعمر16سنه بديت الاحظ صفات سيئة انزرعت بيه من صديقتي الي جانت دائما مرافقتني يعني كذب على حسد او غيرة فصارت بيه هالصفات وجنت مو واعيه استمريت على هالشي سنين خصوصا الكذب لكن سيطرت على نفسي وتركته بهاي السنه من عمري بس استمرت بيه صفة الحسد والغيره على اتفه الاشياء شكد حاولت اغير يعني حاولت ادعي بأدعية خاصه اردد آيات قريت عن الاضرار للحاسد او ادعي للمقابل بالافضل حتى لو غصب عني ودعيت رب العالمين بس مجاي يفيد شي ومن ادعي للمقابل بدوام نعمه احس مو من قلبي ومثلا مرات اشوف صديقة عندها امر متعسر اذا صار فتكون سعيده بي اني اجي ادعيلها واساعدها وانطي الي اكدر عليه بس بكلبي ماريد يصير الشي الي تريده واني ماريد اضل بهالصفه الي ابد مو حلوه وتفشل اني دااكتب وخجلانه فشنو الي اكدر اسوي اوشنو تعاليم اهل البيت بخصوص هالشي؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحسد هو :تمني زوال نعمة المحسود وانتقالها إلى الحاسد. والتخلص من الحسد يكون بكثرة ذكر الله تعالى والتسبيح والتحميد والتهليل وكذلك التوسل بالله تعالى للتخلص من حسد الآخرين وكثرة الصلاة على محمد وال محمد صلوات الله تعالى عليهم أجمعين. جاء في جامع السعادات : علاج الحسد لما علم أن الحسد من الأمراض المهلكة للنفوس، فأعلم أن أمراض النفوس لا تداوي إلا بالعلم والعمل. والعلم النافع لمرض الحسد أن تعرف أنه يضرك في الدين والدنيا، ولا يضر محسودك فيهما، بل ينتفع به فيهما، ومهما عرفت ذلك عن بصيرة وتحقيق، ولم تكن عدو نفسك لا صديق عدوك، فارقت الحسد. وأما أنه يضر بدينك ويؤدي بك إلى عذاب الأبد وعقاب السرمد، لما دل من الآيات والأخبار الواردة في ذمه وعقوبة صاحبه، ومن كون الحاسد ساخطا لقضاء الله تعالى، وكارها لنعمه التي قسمها لعباده ومنكرا لعدله الذي أجراه في ملكه. ومثل هذا السخط والانكار، لا يجابه الضدية والعناد لخالق العباد، كاد أن يزيل أصل التوحيد والإيمان، فضلا عن الإضرار بهما. على أن الحسد يوجب الغش والعداوة بالمؤمن، وترك نصيحته وموالاته وتعظيمه ومراعاته ومفارقة أنبياء الله وأوليائه في حبهم الخير والنعمة له، ومشاركة الشيطان وأحزابه في فرحهم بوقوع المصائب والبلايا عليه، وزوال النعم عنه وهذه خبائث في النفس، تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. وأما إنه يضرك في الدنيا، لأنك تتألم وتتعذب به، ولا تزال في تعب وغم وكد وهم، إذ نعم الله لا تنقطع عن عباده ولا عن أعدائك، فأنت تتعذب بكل نعمة تراها لهم، وتتألم بكل بلية تنصرف عنهم، فتبقى دائما مغموما محزونا، ضيق النفس منشعب القلب، باختيارك تجر إلى نفسك ما تريد لأعدائك ويريد أعداؤك لك. وما أعجب من العاقل أن يتعرض لسخط الله ومقته في الآجل، ودوام الضرر والألم في العاجل، فيهلك دينه ودنياه من غير جدوى وفائدة. وأما إنه لا يضر المحسود في دينه ودنياه فظاهر، لأن النعمة لا تزول عنه بحسدك. إذ ما قدره الله من النعم على عباده لا بد أن يستمر إلى وقته، ولا ينفع التدبير والحيلة في دفعه، لا مانع لما أعطاه ولا راد لما قضاه: " لكل أجل كتاب ". " وكل شئ عنده بمقدار " (1). ولو كانت النعم تزول بالحسد، لم تبق عليك وعلى كافة الخلق نعمة، لعدم خلوك وخلوهم عن الحسد، بل لم تبق نعمة الإيمان على المؤمنين، إذ الكفار يحسدونهم، كما قال الله سبحانه: " وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ" (2). ______________________________ (1) جامع السعادات محمد مهدي النراقي - ج ٢ - الصفحة ١٥٨وما بعدها. (2) البقرة الآية ١٠٩.