logo-img
السیاسات و الشروط
🌷RUQAYYAH ( 18 سنة ) - العراق
منذ أسبوعين

نصائح لتحسين سلوك الأخت وعلاقتها بالصلاة

السلام عليكم دائماً أُعاني من مشاكل مع اختي عمرها عشر سنوات أصغر مني بسبع سنوات في بداية تكليفها كانت ملتزمه بصلاتها ولديها أخلاق وأسلوب جداً جميل لكن الآن تُأخر صلاتها بدون اي سبب ولا تهتم بها عكس السابق وكذلك أصبحت لا تحترم اي شخص وتتجاوز على الكل وحتى على والدتي ولا تحترمها وأسلوبها أصبح سيء جداً مع الجميع حتى معي لا أُريد ان اضربها أُريد طريقه للتعامل معها غير الضرب ؟ وكذلك أُريد ان أُحَّسن علاقتها بالصلاة واجعلها تعتني بها ؟ جزاكمُ اللهُ خيراً .


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، إنَّ هذه المرحلة العمرية التي تمر بها أختك، وهي بداية العقد الثاني من عمرها، هي مرحلة حساسة لكونها تتشكل فيها شخصيتها، ولذا فقد تتأثر بمن حولها ممن يكون معها في المدرسة أو الأقارب، وقد يظهر أحياناً فيها نوع من التمرد أو الرغبة في إثبات الذات. والتغيير الحاصل في سلوكها وتهاونها في الصلاة ليسا أصل المشكلة، بل هما نتيجة لأمر أعمق من ذلك، لإنَّه غالباً ما يكون هذا السلوك الخارجي تعبيراً عن شعور داخلي بعدم الأمان، أو الإحساس بأنَّها غير مسموعة، أو ربما محاولة للفت الانتباه من دون التفات إلى أنَّ ما تقوم به من اسلوب لتحقيق ذلك هو اسلوب خاطئ ، ولذلك، فإنَّ الحل لا يكمن في التركيز على السلوك الظاهري فقط، بل في معالجة جذوره. فالخطوة الأولى والأهم لتحقيق ذلك، هي إعادة بناء جسر الثقة والمودة بينك وبينها، وذلك من خلال تخصيص وقتٍ لها، ليس لغرض النصح والتوجيه، بل لمجرد قضاء الوقت معاً كأختين. شاركيها اهتماماتها، استمعي إلى حديثها عن يومها وصديقاتها، اضحكا معاً، فعندما تشعر بأنَّكِ صديقتها المقربة ومصدر الأمان لها، ستصبح أكثر تقبلاً لتوجيهاتك، وبالتالي ستتقبل منك النصح والإرشاد بصدر رحب. أمَّا فيما يخص الصلاة، فبدلاً من الأمر المباشر الذي قد تشعر معه بالثقل، حوّلي الصلاة إلى تجربة مشتركة ومحببة، فقولي لها: هيا بنا نصلي معاً، أو "سأنتظركِ لنسجد لله شكراً على ما اغدق به علينا من نعم في يومنا هذا لكي يزيد علينا من نعمه، واجعلي من مكان الصلاة في المنزل زاوية هادئة وجميلة، فإنَّ رؤيتها لكِ تصلين بخشوع وطمأنينة هو أعظم درس يمكن أن تقدميه لها، فالقدوة الصالحة أبلغ من ألف كلمة. وفيما يتعلق بأسلوبها مع والدتك ومع الآخرين، تجنبي مواجهتها أمام الجميع، فهذا يزيد من عنادها، واختاري وقتاً مناسباً تكونان فيه بمفردكما، وبنبرة هادئة وحنونة، عبري لها عن مشاعرك وخوفك وحرصك عليها، ويمكنك أن تقولي لها: يا حبيبتي يا اختي ونور عيني، إنَّني ليحزنني أن أرى أمي متألمة عندما تتحدثين معها بهذه الطريقة، فهي تحبنا أكثر من أي شخص آخر، ولا اعتقد أنَّك تتعمدين اغضابها لأنَّك أيضاً تحبينها، فحباً بها لا تتكلمي معها بهذه الطريقة فإنَّها تتأذى منها، أي عليك أن تركزي على أثر تصرفاتها على مشاعر الآخرين ومكانة الأم العظيمة عندها، فبدلاً من اتهامها مباشرة بسوء الأدب، اجعليها هي تشعر بخطأها ومن دون أن تصرحي لها بذلك. وتذكري فأنَّ التغيير يحتاج إلى صبر وحكمة واستمرارية، وإنَّ الضرب أو الصراخ يهدم أكثر مما يبني، ويترك في النفس جروحاً لا تندمل بسهولة، أمَّا الحب والاحتواء والحوار الهادئ، فهي الأدوات التي تفتح القلوب المغلقة وتصلح النفوس. أسأل الله أن يقر عينك بصلاحها ويؤلف بين قلوبكم.

1