أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
الوعي هو حالة عقلية يعيشها الإنسان يكون فيها قادراً إدراك ذاته وسلوكياته وإدراك ما حوله وفهم كل هذه الأشياء بشكل واضح ودقيق، بحيث لا يخدع نفسه ولا ينساق خلف ظواهر الأشياء، بل يتعرف على الأشياء عن طريق التأمل والتدبر الحقيقي لها. والنضج هو امتلاك الإنسان مرتبة عالية من الوعي.
ولا يوجد مقياس رقمي محدد للوعي والنضج، بل تظهر آثارهما على الإنسان الواعي في مواقفه تجاه الأحداث وسلوكياته وطبيعة تعامله مع نفسه ومع الآخرين.
والعلامات الظاهرة للوعي أن يكون الإنسان عادة يمتلك تبريراً منطقيا لسلوكه وأفكاره، ويعرف الغاية التي يسعى لأجلها، ويكون سلوكه منضبطاً طبق الغاية التي رسمها لنفسه.
لما كان الوعي والنضج مرتبطان بالفكر من جهة وبالسلوك من جهة أخرى، فإن أفضل شيء يمكن أن يوصل الإنسان إلى مرتبة الوعي والنضج هو التعلم والتقوى، فالتعلم يفتح له آفاق كبيرة تجاه الأفكار، والتقوى تجعل منه إنساناً متوازناً وموضوعياً ويرزقه الله تعالى على أساس التقوى نور يستطيع به أن يدرك كثير من الأمور التي لا يدركها غيره، قال تعالى { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَ يُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } ( الأنفال ، ٢٩ )