غدير علي محسن ( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

ماهي فكرة القضاء والقدر ؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته القدر: هو عبارة عن تقدير وجود الشيء وكيفيته وتعيين حدوده وخصوصياته التي يوجد عليها, كالخياط يقدر الثوب قبل ان يخيطه. والقضاء: عبارة عن ضرورة وحتمية وجود الشيء, في ظرفه الخاص عند تحقق جميع الاسباب والشرائط التي يتوقف عليها. فالتقدير هندسة الشيء, والقضاء هو البت بلزوم تحقق تلك الهندسة. ولا يلزم من القضاء والقدر أن يكون الانسان مجبراً في فعله باعتبار كون الافعال مقدرة ومقضية من الله سبحانه وتعالى. وذلك: لأن من ضمن الشرائط الدخيلة في تقدير الشيء والقضاء به هي اختيارية الانسان وارادته, فالله قدر الفعل وقضى به, لكن من ضمن حدود الشيء وخصوصياته أن يكون مقدوراً وباختياره. ورد في (أصول الكافي) قال: (كان أمير المؤمنين جالساً بالكوفة بعد منصرفه من صفين إذ اقبل شيخ فجثا بين يديه ثم قال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر ؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): اجل يا شيخ ما علوتم تلعة ولاهبطتم بطن واد الا بقضاء من الله وقدر, فقال الشيخ: عند الله احتسب عنائي يا أمير المؤمنين ! فقال: مه يا شيخ فوالله لقد عظم الله الاجر في مسيركم وانتم سائرون وفي مقامكم وانتم مقيمون وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا اليه مضطرين. فقال له الشيخ: وكيف لم نكن في شيء من حالاتنا مكرهين ولا اليه مضطرين, وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا ؟ فقال له: وتظن انه كان قضاء حتماً وقدراً لازماً, انه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والامر والنهي والزجر من الله وسقط معنى الوعد والوعيد فلم تكن لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن, ولكان المذنب أولى بالاحسان من المحسن, ولكان المحسن اولى بالعقوبة من المذنب ! تلك مقالة اخوان عبدة الاوثان وخصماء الرحمن وحزب الشيطان وقدرية ومجوسها, ان الله تبارك وتعالى كلف تخيراً ونهى تحذيراً وأعطى على القليل ولم يعص مغلوباً, ولم يطع مكرهاً, ولم يملك مفوضاًَ, ولم يخلق السماوات والارض وما بينهما باطلاً, ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثاً, ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار). فبين امير المؤمنين أن القضاء والقدر لا ينافي اختيارية الانسان، وأنه ليس مجبراً لان الافعال الانسانية لا تخرج عن دائرة علم الله سبحانه, ومع ذلك فالانسان مختار فيما يفعل.

1