نصائح لتحسين العلاقة بين الأخوة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، إن ما تصفينه من خلافات بين أخيك وأختك أمرٌ يحتاج إلى حكمة وصبر في التعامل معه، وهو ليس غريباً في هذه المرحلة العمرية، لكن يجب معالجته بحكمة. والخلافات المتكررة بين الأطفال، خاصةً في أوقات مثل تناول الطعام، قد تكون ناتجة عن عدة أمور: منها: الرغبة في لفت الانتباه، أو الشعور بالمنافسة، أو حتى عدم فهم كل طرف لاحتياجات الآخر ومشاعره. ومنها: قد يكون أخوك الأصغر يشعر ببعض الغيرة أو الرغبة في إثبات ذاته أمام أخته الأكبر. زمنها: قد تكون أختك تشعر بالضيق من تصرفات أخيها التي تراها مزعجة أو غير ناضجة. والحل يكمن في بناء جسور التفاهم والاحترام المتبادل بينهما، وتوجيههما نحو التعاون بدلاً من التنافس. وإليك بعض الخطوات العملية التي يمكنك اتباعها: أولاً: حاولي تخصيص وقت لكل منهما على حدة، ليس فقط للحديث عن المشكلة، بل للقيام بنشاطات مشتركة وممتعة، هذا يساعد على تقوية علاقتك بكل منهما على انفراد، ويجعلهما أكثر تقبلاً لنصائحك. ثانياً: شجعيهما على التعبير عن مشاعرهما بهدوء، اطلبي من كل واحد أن يصف ما يزعجه من الآخر، ولكن بشرط أن يكون الكلام محترماً وبدون تجريح، علميهما كيف يعبران عن غضبهما أو انزعاجهما بطريقة صحيحة. ثالثاً: قومي بتحديد قواعد واضحة للتعامل بينهما، خاصةً على مائدة الطعام، مثلاً، لا يسمح بالصراخ أو الشجار، ومن يخالف هذه القواعد يتحمل عواقب بسيطة ومحددة مسبقاً (مثل عدم مشاهدة برنامج تلفزيوني مفضل لفترة قصيرة). ويجب أن تكون هذه القواعد ثابتة ويتم تطبيقها بحزم ولكن بلطف. رابعاً: ابحثي عن فرص لجعلهما يتعاونان في مهام بسيطة في المنزل، مثل ترتيب جزء من الغرفة، أو المساعدة في إعداد المائدة، هذا يعزز لديهما روح الفريق ويجعلهما يشعران بأنهما جزء من كيان واحد. خامساً: ركزي على تعزيز الجوانب الإيجابية في علاقتهما، عندما تلاحظين أنهما يتعاملان بلطف أو يتعاونان، اثني عليهما وامدحيهما قولي لهما: "كم يسعدني أن أراكما تتعاونان هكذا" أو "أنتما أخوان رائعان عندما تتفاهمان". هذا التشجيع يعزز السلوكيات المرغوبة. سادساً: علميهما قيمة الأخوة في الإسلام، وأن الأخوة نعمة عظيمة يجب الحفاظ عليها، ذكّريهما بأن الله يحب الذين يتسامحون ويتعاونون. سابعاً: كوني قدوة حسنة لهما في التعامل مع الخلافات. عندما تحدث خلافات بينك وبين أحد أفراد الأسرة، حاولي حلها بهدوء واحترام أمامهما. وتذكري أن التغيير يحتاج إلى وقت وصبر، ولا تيأسي من تكرار المحاول، استمري في توجيههما بالحب والحكمة، وادعي الله لهما بالصلاح والهداية. أسأل الله أن يصلح ذات بينهما ويجعلهما قرة عين لكما.