السلام عليكم ، اني مسلمة و اعرف ان كلنا نموت و محد دايم بس كأن صار فترة صرت ادرك هالشي مو مجرد كلام او صرت واعية اكثر ان الموت مااله عمر و
صرت من احد يموت حيل اتأذة ان الدنيا فانية و قصيرة و محد يعرف يومه شوكت، و ابقى متأذية و مختنكة حيل ،
اريد كتب او سلسلة محاضرات تفيدني بهالخصوص لأن خايفة يتطور هالشي للوسواس خاصة ان اني سابقا عندي وسواس بغير موضوع
و بنفس الوقت اريد دعاء للثبات لأن اخاف من يموت احد قريب عليه أجزع او مااصبر
حيل متأذية من هالموضوع
اتمنى تساعدوني لأن صار يشغل يومي كله
كل مااسمع بشخص توفه بالذات اللي بعمر الشباب حيل ابقى هواي بيهم ان ممتحضرين لهالشي هسه
و افكر بأهلهم
و تفكير مو الشي الطبيعي
فلهذا اطلب مساعدتكم باللي تكدروله من كلام
و شكراً جزيلاً الكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
الخوف بحد نفسه شيء إيجابي فإنّ الإمتناع عن المحرمات في التشريع من جهة والمضرات في حياتنا المادية من جهة أخرى أحد أهم عوامله هو الخوف،
ولكن الخوف المفرط بحيث يشعر الإنسان أنّه مقيد إلى حد الاختناق فهذا شيء سلبي وغير صحي، وهذا الخوف المفرط نحاول أن نعالجه بما يمكن.
أول ما نبحث عنه في هذا الخوف هل هو خوف له أسباب حقيقية أو لا أسباب له توجبه، وإنما هو خوف اختلقته النفس؟!
الأحداث والمواقف التي يمر بها الإنسان لها جانب إيجابي ولها جانب سلبي عند الإنسان وبعضها يكون الإيجابي أكثر فيها وبعضها يكون الإيجابي أقل فيها، وهذه النسب في زيادة الإيجابي أو انخفاضه حتى إلى درجة العدم في بعضها تارة تكون حقيقية وأخرى تخيلية والكلام في القسم الثاني فالخوف المفرط من شيء أو الخوف من المجهول أو من الموت مثلاً قد يكون ناتج من أسباب حقيقية، وأخرى مجرد أوهام تكبر في نفس الإنسان فنجد بعض الأطفال يخاف من الظلام لأنّه يتوهم أنّ شيئاً سوف يأتيه من وراء الباب، ويعيش هذا الوهم حتى يراه حقيقة، أو بعضهم يخاف من الموت لأنّه سمع أنّ الميت يعذب عذاباً شديداً فعاش حالة أنّه معذب لا محالة ويكبر في خياله هذا الجانب في تصور كل أنواع العذاب بأبشع صوره حتى بات عنده الموت لا يعني غير العذاب الشديد له، وبالتالي يعيش هذا الوهم بأنّه الحقيقة التي لا تقبل التشكيك من هنا يجد نفسه أسير الأوهام التي خلقها وغذاها بشكل مفرط في الجانب السلبي، وعاش هذا الجانب وكأنّه كل الحقيقة وعندها سيجد نفسه مختنقاً كلما تذكر الموت وكأنّه غصة في حلقه لا يستطيع أن يتجاوزها.
إذا اتضح كيف وصلنا إلى حالة الخوف والذعر الوهمي فلابد إذن لأجل علاجه أن نغير هذا الوهم السلبي إلى الإيجابي لا أقول نخلق أوهام ايجابية كاذبة ولا أقول أن الموت لا نخاف منه، ولكن لابد أن ننظر إلى الواقع وحقيقته و بمقداره نخلق توازنا بين ايجابيته الواقعية ومقدار السلبية والخوف وهنا يكمن الحل في علاج الخوف الوهمي المفرط فالعلاج يمر بمراحل:
المرحلة الاولى: مواجهة الخوف:
لابد أن نجلس مع أنفسنا ونواجه هذا الخوف الوهمي المفرط، ونخلق شعوراً دائمياً بأنّ هذا الخوف من الموت لا واقع له وإنما هو شيء وهمي خلقته أنا من اللاشيء حتى توغل في أعماق نفسي إلى اللاشعور فعليكِ أن تغذي اللاشعور بأنّ هذا الخوف هو أوهام، وقولي دوماً مع نفسكِ أنا لا أخاف، هذا الخوف وهم لا حقيقة له كرري هذا دائماً.
المرحلة الثانية: تعزيز المواجهة:
بعد أن بدأنا نواجه خوفنا المفرط لابد أن نرفع الجانب الإيجابي حتى نصل إلى حالة التوازن وهذا يعتمد عليكِ في تحليل سبب خوفكِ، ومن اين نشأ هل نشأ من وجود العذاب بعد الموت أو نشأ من مفارقة الأحبة أم نشأ من حصول الغربة بعد الموت أو ... المزید
وهنا لابد أنّ تبدأي بعلاج هذا السبب، فانّ كان الخوف من العذاب فالعذاب وإن كان موجوداً بعد الموت لكن العذاب للظالمين للمفسدين لمن سلبوا حقوق الناس، لمن تجاوزوا على الله تعالى في حياتهم فهذا العذاب للكافرين، وللمشركين، وللظالمين، وكل هؤلاء أنتِ لستِ منهم، وقد وردت روايات كثيرة في بيان حال المؤمن عند الموت، وبعد الموت وكيف أنّه في نعيم بحيث يقول: عجلوني عجلوني عندما يرى النعيم الذي أعده الله تعالى له، وهكذا ... فهذه المرحلة هي تعزيز الجانب الإيجابي في الموت وهنا أوصيكِ أن تقرأي ما أعد من النعيم للمؤمنين في تلك النشأة.
المرحلة الثالثة: مرحلة تناسي الخوف المفرط:
بعد أن واجهنا هذا الخوف وعززنا هذه المواجهة بالأمور الإيجابية هنا لابد أن نتناسى هذا الخوف المفرط، وذلك يكون بإشغال النفس بأمور نافعة تشغلنا عن التعمق في التفكير بمخاوفنا كالاستماع إلى القران الكريم أو المواليد أيام الفرح أو القصائد الهادفة أيام الحزن والانشغال ببعض الأعمال المنزلية كالطبخ أو الخياطة أو ممارسة بعض الهوايات كالرسم أو الرياضة أو القراءة كقراءة سيرة اهل البيت (عليهم السلام) أو قصص الأنبياء أو قصص العلماء أو كتب علمية متخصصة حسب اختصاصكِ أو رغبتكِ فهذه الأمور ستوجد شخصية نشيطة بعيدة عن التركيز الأوهام بل تتعلق بأمور واقعية نافعة في بناء الذات بشكل إيجابي ونافع.
هذه المراحل كلها في جانب والتوكل على الله تعالى وطلب الرحمة منه والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام) وطلب الدعاء من المؤمنين والصدقة لدفع السوء عنكِ في جانب، فهذه الأمور المعنوية لها التاثير البالغ في استقرار النفس وجموحها عن التوازن.
حفظكم الله تعالى أختنا الكريمة، وندعو لكِ بأن تكوني في أعلى مستويات الاستقرار النفسي وأن تنالي كل خير في الدنيا والاخرة.