بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم . .
أنا عندي قصة قصيرة وأرجو أن تفيدوني .
إنسانة تبحث عن الحقيقة . . باختصار أنا إنسانة حايرة لدي زوج وهو صغير بالسن بالعقد الثاني من عمره مثلي . .
كانت علاقتنا مبنية على أساس الحب . . هو يأتي من بيئة مختلفة عن بيئتنا التي نشأت فيها ، فهو بيئته محافظة وأخواته متحجبات .
أما في بيتنا فأخواتي لسن محجبات وأنا سأتحجب عما قريب ، المشكلة أنه يسبهم ، ويقول الشتائم عنهم .
أنا لا أنكر أنني تعلمت الكثير منه بأمور الدين ولكن هل الدين يسمح بأن يسب أهلي ، لأن أهلي عندهم الحرية وليسوا متشددين مثله ؟ أنا أوافقه بأن حياتنا ببيت أهلي ( حرة ) ولكنه يشتمهم وأهلي ناس يعبدون الله وموالين لآل البيت سلام الله عليهم . . لم أعرف الرد
عليه لأنني أعرف بداخلي أن هنالك أشياء تحدث لا تجوز . . أنا أحبه كثيراً لأنه حماني من الدنيا ولكني لا أحب شتمه لأهلي وقوله : إنهم خنازير ! أرجو العفو ولكنني لا أعرف أحد أتناقش معه ، وأنا الآن في بيت أهلي ، لأنه لا يعمل وليس لديه ما يمكنه من تحمل مسؤولية بيت وأسرة . . فكان شرط أهلي : أن يبحث عن عمل ، لأنهم هم من يقومون الآن بتحمل مصاريفي من مأكل ومسكن وملبس أنا وابنتنا . . أرجو الرد عليَّ وإفادتي بالنصيحة .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين . .
الأخت الكريمة . . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فمن الواضحات : أنه لا يحق لزوجك شتم أهلك لمجرد أنهم لا يرتدون الحجاب . .
بل عليه أن يمارس معهم أساليب الإقناع ، وأن يبين لهم خطأهم في مسألة الحجاب بالأسلوب الذي يتلاءم مع ذهنيتهم ، وفهمهم للأمور على قاعدة : * ( ادْعُ إلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) * [1] .
ولكنهم إذا أصروا على معصية الله عز وجل في موضوع
الحجاب ، فأقصى ما يجوز له هو : أن يذكر للناس خصوص ما يتجاهرون به ، ولا يزيد على ذلك أي شتم أو إهانة . .
ولعل هذا الأخ يتخيل : أنه بسبِّه لهم سوف يحصنك أنت من الانجرار معهم في مخالفة الشرع في أمر الحجاب . .
أما نصيحتي لك أيتها الأخت الكريمة ، فهي البقاء إلى جانب زوجك ، وأن لا تقصري في إظهار الحب له ، وأن تبالغي في إكرامه ، مع محاولة ذكية لتعريفه بأن الشرع لا يجيز له السب حتى للعاصي . . ولكن يجوز له أن يظهر خطأه في أفعاله التي يعصي بها الله سبحانه . .
فيمكنك أن تقولي له سمعت أو قرأت ذلك ، فهل هذا صحيح ؟ ! . . ويمكنك أيضاً أن تظهري له أنك لا ترضين بما يفعله أهلك من مخالفات . . ثم تقولين له : دعنا منهم ، وتعال لكي نتعاون نحن على إصلاح أنفسنا . .
ويمكنك أن تقولي له : إن أهلك طيبون وإنهم يحبونه ، وأن عليه أن يقيم معهم علاقة طيبة ليزيد حبهم له ، وأنه قادر على أن يهديهم بأسلوبه السهل ، وبطريقته الإقناعية . . ولكن الأمر بحاجة إلى إقامة علاقة وبناء ثقة قوية بينه وبين كل فرد منهم على حدة . . وإن كان الأمر يحتاج إلى وقت قد يكون طويلاً ، فإن النبي « صلى الله عليه وآله » قال : « لئن يهدي الله على يديك نسمة ، خير لك مما طلعت عليه الشمس » . .
وأما فيما يرتبط بالضائقة المالية ، فنحن نسأل الله أن يفرج عنك وعنه . ولكن المهم هو : أن تكوني معه وإلى جانبه ، وأن لا تظهر منك
أمامه أية مِنَّة عليه ، أو أي لوم وتقريع بسبب عدم قدرته على إعالتك .
ويا حبذا لو تمكنت من السكن معه في أي بيت ، ليشعر بأن عليه هو مسؤوليتك ، فإن هذا الأمر سوف يشغله عن مهاجمة أهلك بالكلام .
ونظن أن سبب كلامه الجارح تجاه أهلك ، هو نفس إحساسه بالعجز المالي ، وقيامهم بالإنفاق عليك وعلى ابنتك ، فهذا يجرحه ، ويجعله يندفع لتغطية هذا الإحراج بهذا النحو من التصرفات . . فلا يجوز أن تلوحي له بأي شيء من ذلك ، لأن هذا سوف يزيد الأمور تعقيداً . .
أسأل الله عز وجل لك وله التوفيق والتسديد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .