خيانة زوجية ، ثم تزوج الخائنين
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . إني امرأة متزوجة منذ سنتين وفي أثناء ذلك أقمت علاقة غير شرعية وقد تحقق الدخول في ذلك . وبما أني لم ألقَ الحنان والسعادة مع زوجي ، انفصلت عنه وقررت الزواج من الشخص الذي أقمت معه العلاقة . فهل يجوز لي شرعاً الزواج من هذا الشخص وما هو الحكم الشرعي في الأطفال الذين ننوي إنجابهم ؟ علماً بأني وهذا الشخص لا نستطيع العيش دون بعض . وهل هناك مراجع يجوزون زواجنا لكي نعدل إلى رأيهم ؟ أفيدونا أفادكم الله . .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . إن أكثر الفقهاء قد أفتوا - وفقاً للأدلة المتوفرة لديهم - بأن هذه العلاقة توجب التحريم المؤبد بينك وبين هذا المتجرئ على الله تعالى ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإن عقد الزواج لا يفيد ، وتبقى العلاقة غير شرعية ، وحكم الأولاد الذين ينشأون عن علاقة غير شرعية واضح . . وأحب أن أقدم إليك نصيحة مهمة جداً وهي : أنك حتى لو أخذت بقول من يحلل الزواج من هذا العشيق ، بعد هذه العلاقة غير الشرعية ، فإن زواجك سوف ينتهي - على الأرجح - إلى مزيد من الشقاء والتعاسة لك ، وذلك لأسباب عديدة أذكر لك منها : 1 - إن الجرم الذي صدر منك تجاه زوجك الأول . . سوف يترك آثاره السلبية عليك ، وخصوصاً بعد أن تعودي إلى رشدك ، وبعد أن يكبر سنك ، ويضعف تأثير ميولك عليك . . فإن ضميرك سوف يؤنبك أشد التأنيب ، وسوف تعيشين قلقاً حاداً ، وخوفاً حقيقياً من عقاب الله سبحانه . . 2 - إن احتمال حصول التنافر بينك وبين هذا الزوج الذي أغراك وأغواك بخيانة زوجك الأول ، احتمال قوي جداً ، وخصوصاً حين تصبحين في بيته ، ويرى نقاط ضعفك ، ولا سيما بعد أن تبدأ ملامح الجمال لديك بالتلاشي نتيجة للحمل والولادة ، وتقدم السن . . 3 - إن زوجك هذا ( الجديد ) سوف لا يثق بك ، كما سوف لا تثقين به تمام الثقة ، وسيظن أنك تخونينه ، كما خنت - معه - زوجك الأول ، وسوف تظنين به هو أيضاً مثل ذلك . 4 - إن الهواجس ستبقى تنتابك حول شرعية أبنائك بالنسبة إليك ، وإليه ، نتيجة لعلمك بأن أكثر فقهاء الأمة يفتون بالتحريم المؤبد . وسوف لن يرضى ضميرك بفتوى من تقلدينه ، في موضوع تصحيح الزواج . 5 - إنك إذا تزوجت هذا الرجل ، فلن تكوني في مأمن من أن يوقعك بمعاص أشد من المعصية الأولى ، وبذلك تكونين قد وقعت فيما هو أشر وأضر . . وأدهى وأمر . . ولا سيما إذا توالت عليك الفضائح ، ونسب الناس إليك الموبقات والقبائح . 6 - إن هذا الحب الذي أوصلك إلى هذه الحالة ليس حباً شريفاً ، بل هو حب الشهوات الذي لا بد أن يتلاشى بمجرد ضعف سلطان الشهوة ، ليحل محله ؛ تضايقه منك ، وتضايقك منه ، وشعور كل منكما بأن الآخر عبء عليه ، يحتاج إلى الهروب والتخلص منه ، والابتعاد عنه . . ولأجل ذلك وسواه فأنا أنصحك بالتوبة إلى الله عز وجل ، وبالابتعاد عن هذا الرجل ، واعتباره سبباً في تعاستك وشقائك ، وابحثي عن زوج نزيه ، وملتزم بأحكام الشرع ، والدين ، يحفظك ويصونك . . هداك الله ، وعفا عنك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته . .