بسم الله الرحمن الرحيم جعفر مرتضى العاملي . .
أنا الشيخ ( . . . . ) من مشايخ الوهابية من المملكة العربية السعودية التي فيها شوكة الشيعة مكسورة وسوف تظل إلى أبد الآبدين بإذن الله تعالى ، ألا تخاف الله بكتبك هذه التي تنشرها في الإنترنت ألا تخاف من الله يوم الحساب عندما يسألك عن كل هؤلاء الذين تضلهم خف الله بهؤلاء الشباب والشابات .
لقد تناقشت مع أحد من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم « المتبصرين »
وبسبب نقاشي معه استطاع أن يسلب بعض المشتركين من أهل السنة والجماعة للنقاش معه وهذا لا يعود لانهزامي أمامه ولكن لأن ذاكرتي لم تكن حاضرة للرد عليه ولا أظنه كان من أهل السنة بل هو أحد مشايخكم الذي قمتم بتدريبهم كي يضلوا الناس بتلك الترهات عن عقيدتكم الفاسدة هذا المشترك يدعى « المتبصر » .
أو ( . . . ) وهو يدعي : أنه من نسب النبي « صلى الله عليه وسلم » فكيف بأحد الأشراف من نسب النبي صلوات الله عليه وعلى صحبه أجمعين يدعي إلى أحد الفرق الهالكة ( بإذن الله ) ليتني أعرف من أي البلاد هو لكنت قتلته ولكن قدره أن يعيش هذا الشيخ الشيعي المدعي أنه كان على مذهب أهل السنة ولكن هداه الله إلى مذهب أهل البيت رضوان الله عليهم كما يدعي وأنا متأكد أنه هالك بإذن الله وكل الشيعة الكفرة . .
إنه يسحر المشتركين على البال التوك بالمكذوبات على أهل السنة وكنت أظن أنه يعرف الكثير من كتب أهل السنة وقد خدعني أمام المشتركين ولكن قد بينت للمشتركين فيما بعد أنه كاذب ولكنه لا يظهر على الشبكة في الوقت الحالي ولكن سيأتي يوم وأظهر للجميع ضعف حججه التي استند فيها إلى كتبك وكان يدل على الأدلة التي تتبعها أنت نفسك ، وبالفعل استطاع بقيادتك أن يسلب إلى الآن اثنان من المشتركين وأظنه إما قد سحرهم أو هم غبيان بما فيه الكفاية ليصدقوا مثل هذا المدعي الكذاب ماذا فعل بهم حتى إنهم لا
يسمعون إلى أحد إلا له وبما أنه لا يظهر على البال التوك وبما أنه يستشهد بكتبك أنت يا سيد جعفر كما تدعي أنت وبما أنه أحد تلاميذك الفاشلين الحاقدين على الإسلام رأيت أن أبحث عن عنوانك كي أقول لك : ماذا تقول بلعن الصحابة وتحريف القرآن وسب أم المؤمنين عائشة ولعن أمير المؤمنين معاوية وابنه أمير المؤمنين يزيد رضي الله عنهما ؟ !
لقد حاول تلميذك المتبصر أن يسكتني في المرة الماضية بأدلته الكاذبة والضعيفة وكما قلت : إنه قد خانتني ذاكرتي فإن كان يعتقد نفسه قد انتصر فهيهات هيهات . .
لقد تحضرت له وأنا جاهز لأحاورك شخصياً . .
والحمد لله رب العالمين على ذل الشيعة في العراق وهنيئاً للاستشهاديين الذين يقتلونكم كل يوم وأرجو من الله أن يوفق الأمريكان على إيران مرتع الضلال وعلى ذيلها حزب الشيطان في لبنان وعلى كل الشيعة في العالم .
وآخر دعوانا أن استجب يا الله آمين يا رب العالمين . .
ملاحظة : أظهر ذلك المتبصر لي فأنا بانتظاره . .
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله . .
أحييكم بالتحية التي تليق بكم ، وتناسب حالكم ، وأسأله عز وجل
أن يوفق جميع العاملين في سبيله ، الطالبين لمرضاته ، المطيعين لأوامره ، والمنتهين عما عنه ، إنه ولي قدير . .
وبعد . .
فإنني حين كنت أقرأ رسالتكم كنت قد توقعت أن أجد فيها من أدب الخطاب وفنونه ما يأسرني ، ويحتم عليَّ أن أفكر بكل كلمة فيها . . لأنني توقعت أن تكون مصداقاً لقوله تعالى : * ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) * [1] ، وأن يكون كاتبها - الذي وصف نفسه بأنه شيخ - متأسياً برسول الله « صلى الله عليه وآله » ، الذي لم يعامل حتى أهل الشرك بهذه الطريقة من الشتم والسب والإهانة ، بل كان يدعو لهم بالهداية ، ويكلمهم بأعذب الكلمات ، وأحسنها .
والذي يزيد الطين بلة ، والخرق اتساعاً : أن هذا الشيخ إنما يكتب لنا لأول مرة ، ولم يسبق له أن رآنا ، أو سمع وجهات نظرنا ، أو ناقشنا .
وإذا كان هذا الشيخ قد قرأ كتبنا ، ووجد فيها إشكالاً ، أو ضلالاً ، فلماذا لا يلفت نظرنا إليه ، ويقدم الدليل عليه ؟ ! وسوف يجد لدينا إقبالاً وقبولاً ، لكل ما توجبه الأدلة الصحيحة والبراهين الصادقة والقاطعة ، فلماذا حرمنا هذا الشيخ من فيوضات علمه ؟ ! وأوصد أمامنا أبواب الهداية إلى الحق الذي عرفه وجهلناه ؟ ! . . ألا يخشى من أن يؤاخذه الله سبحانه على فعله هذا ؟ !
والأغرب من ذلك والأعجب : أن هذا الشيخ يعترف بهزيمته أمام رجل يدَّعي أنه من تلامذتنا ، أو من قرَّاء كتبنا . . ثم يبادر لكيل الشتائم لنا . مع العلم بأنه يتبع في أقواله هذه سبيل الظن أو الوهم ، الذي لا يغني عن الحق شيئاً ، إذ كيف يستطيع أن يثبت أننا نحن الذين دربنا ذلك المتبصر ! وأنه من تلاميذنا الفاشلين ! وأنه ! وأنه ! !
ويا ليت هذا الشيخ يستطيع أن يدلنا على ذلك المتبصر ، ويذكر لنا اسمه الحقيقي الكامل ، ويحدد لنا بلده وعنوانه ، لعلنا نهتدي إليه ، ونتعرف عليه لنسأله عن حقيقة ما جرى ، وما هي المشكلة التي بينه وبين ذلك الشيخ .
على أننا لم نستطع أن نفهم السبب في هذا الحقد الذي يظهره كاتب الرسالة على الشيعة ؟ ! ولماذا يتهدد ويتوعد من يعتنق مذهب التشيع ؟ إننا نعده بكل صدق وإخلاص بأنه إن أقنعنا بالدليل والبرهان بصحة وواقعية ما يقول ؛ أن نكون معه وإلى جانبه . . وإن أقنعناه نحن بصحة ما نحن عليه ؛ فإننا لا نريد منه أن يأخذ بما عندنا - وإن كنا نحب ذلك - بل نُرجع الأمر في ذلك إليه ، ونكتفي منه بوعد أكيد ، قريب الوفاء غير بعيد ، بأن يغيِّر من أسلوبه في تعامله مع الآخرين كل الآخرين .
وأما الحديث عن السحر للمشتركين تارة ، وعن غبائهم أخرى ، فهو مما لا يليق بأهل العلم . . بل هو يدل على ظهور العجز والفشل ، فكيف إذا رافق ذلك كيل الشتائم لمن أدلى بالحجج ، فأعجزت الشيخ وأسكتته وأخرجته عن جادة الاعتدال والاتزان ؟ !
وأما عن أسئلتك التي طرحتها ، فالجواب هو التالي :
1 - إننا نخطِّئ بعض الصحابة في بعض ما فعلوه . . وأنتم أيضاً تعترفون بأنهم يخطئون ، لأنهم ليسوا بمعصومين عندكم ولكنكم تدَّعون أنهم مجتهدون ، وأنهم مأجورون في خطئهم هذا ولا يؤاخذون عليه . .
وقلنا لكم : إن الاجتهاد ليس من الأمور السهلة ، بل هو يحتاج إلى درجة عالية من العلم ، والقدرة على الاستنباط . ولم يثبت لدينا : أن أحداً منهم قد بلغ هذه المرتبة . . ومجرد الادعاء لا يكفي لإثباتها ، لأننا نحن وإياكم لم نرهم ، ولم نُجرِ نحن ولا أنتم اختباراً لهم ، لكي يمكن الحكم باجتهادهم أو عدمه . .
واللافت هنا : ادِّعاؤكم أن النبي « صلى الله عليه وآله » نفسه يخطئ في اجتهاده ، وغير مصيب ، فينزل القرآن بمخالفة النبي « صلى الله عليه وآله » وموافقة ذلك الغير ، مع أن الله تعالى يقول : * ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ) * [1] ولم نؤاخذكم بهذه المخالفة الصريحة للقرآن ، واعتبرناها شبهة دخلت عليكم .
2 - وأما ما نقوله حول تحريف القرآن فقد أثبتنا : أن أهل السنة هم الذين يقولون بتحريف القرآن كما في آية رجم الشيخ والشيخة . وآية رضاع الكبير . وغير ذلك . . وهذا ما يعتقد به علماء أهل السنة .
أما الشيعة فقد رفضوا هذه الأقاويل . وصرحوا بصيانة القرآن من التحريف ، لكن بعض الأفراد منهم غشَّتهم روايات أهل السنة ، فقالوا بمضمونها . وتابعوا في ذلك طائفة من سلف أهل السنة ، ومن أهل الحديث منهم على وجه الخصوص في قولهم بالتحريف .
والأعجب من ذلك : أنكم قلتم : إن القرآن قد جمع بشهادة رجلين . . على يد زيد بن ثابت ، وبذلك أفسحتم المجال لادعاء ثبوت القرآن ، بخبر الواحد . . لكن الشيعة يصرون على تواتر القرآن من ألفه إلى يائه . .
3 - وأما سب أم المؤمنين عائشة ، فقد أجبنا عنه ، وقلنا : إننا نخطئها لأنها خرجت على إمام زمانها وحاربته حتى قتل بسببها ألوف من المسلمين والمؤمنين . . وأنتم لا ترضون حتى بأن نذكر ذلك عنها . . وتعتبرون ذكرنا لما شجر بين الصحابة سباً .
4 - وأما لعن معاوية ويزيد . فلا أدري لماذا تحبون يزيد بن معاوية إلى هذا الحد ؟ ! مع أنه قاتل ابن بنت نبيكم ، ومع أن سيرته لا يرضاها عاقل ، ولا يقره عليها ذو حسب ودين ، ولذلك يسعى محبوه إلى إنكار نسبة تلك الأفاعيل إليه . . ورميها على غيره من عماله ومعاونيه . .
5 - على أن موقفنا من معاوية ويزيد لو أوجب كفراً ، لكان ينبغي أن تكفروا علياً وابن عباس ، وسائر من كان في حكومة علي « عليه السلام » ، لأنه كان يقنت في صلاته بلعن معاوية ، وعمرو بن العاص وغيرهما . .
6 - وإذا كان لعن الصحابة والخلفاء يوجب كفراً ، فيجب أن
تكفروا معاوية والسلف الذين استمروا يلعنون علياً ألف شهر أو أكثر . . فكان « عليه السلام » يُلعن على جميع منابر الإسلام إلى زمن عمر بن عبد العزيز الذي حاول إبطال ذلك ، لكن الناس لم يسمعوا له . وأصروا على مواصلة ما هم عليه . .
وأما سائر ما ذكرت في رسالتك من قواذع القول ، وقوارع الكلم ، فللشيعة موقف معك يوم القيامة . ونعم الحكم الله . .
والحمد لله ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله .