- العراق
منذ سنتين

لا يأخذ أئمة المذاهب بمذهب أستاذهم

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجه يا كريم . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . قد علمنا أن المنهل العلمي للمذاهب الأربعة مصدره الإمام الصادق « عليه السلام » وقد تضمنت أقوالهم في وصف الإمام « عليه السلام » الكثير من الاحترام والتوقير ولكن لماذا لم يتبعوا نهجه خصوصاً وأنه قد كان منهم من يعارض الخليفة في وقته ، ومنهم من سجن مثل الشافعي ، ومنهم من عذب ؟


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . إن المنهل العلمي للمذاهب الأربعة ليس هو الإمام الصادق « عليه السلام » ، بل هم قد أخذوا بالأحاديث التي كانت متداولة آنئذٍ ، وفقاً لضوابط معينة ارتضوها لأنفسهم ، ومنهم أخذ قسماً من أحكامه من الرأي والقياس ، أو من خلال ممارسات هذا الزيف أو ذاك ، ومن ذلك : أن منهم من يعتبر عمل أهل المدينة حجة ، ومنهم من يجري بين عمل الصحابي وقول رسول الله « صلى الله عليه وآله » أحكام التعارض . . ومنهم من يرى أن السنة قاضية على كتاب الله تعالى ، وليس الكتاب بقاض على السنة . ومنهم . . ومنهم . . وكان من جملة من أخذوا عنه ، واعترفوا له بغزارة العلم وبالتقوى ، هم أئمة أهل البيت « عليهم السلام » ، ولكنهم لم يعتبروهم المصدر الوحيد لمعارفهم ، بل أخذوا عنهم وعن غيرهم ، من حيث إنهم من رواة الحديث لا من حيث إنهم يعترفون لهم بالإمامة ، وبوجوب الطاعة لهم دون سواهم . . وكون بعضهم قد عارض الخلفاء العباسيين - في بعض الحالات - لا يعني أنهم حين عارضوهم قد اعترفوا بإمامة الأئمة « عليهم السلام » . . كما أن هذه المعارضة لم تستمر عندهم ، بل عادوا لموالاة أولئك الظالمين الجبارين ، حتى أصبحت كلمتهم عندهم ، ولا ترد ولا تناقش ، فراجع ما جرى لمالك ، أما أحمد بن حنبل ، فنفوذه العظيم عند المتوكل العباسي الناصب العداء لأهل البيت « عليهم السلام » أشهر من أن يذكر . . وأبو حنيفة عاد وانسجم مع المنصور العباسي ، غير أنه لم يقبل منه منصب القضاء ، ولا ندري سبب ذلك . . والخلاصة : أن تعظيمهم وتوقيرهم للإمام الصادق « عليه السلام » ، واعترافهم بعلمه ، وروايتهم عنه لا تعني اعترافهم بإمامته ، وإلزام أنفسهم بطاعته . والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .