بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإنه يمكن فهم هذه الفقرة على طريقة المبالغة في إظهار شدة حزنه « عليه الصلاة والسلام » على سيد الشهداء الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه . .
وإن كان بعضهم يحاول أن يقول : إن المقصود بها هو - على سبيل المجاز - : بكاء سيفه دماً من الأعداء ، الذين قتلوا ، أو أيَّدوا ، أو رضوا بسفك تلك الدماء الزكية والطاهرة . .
ولكن من الواضح : أن هذا المجاز لا يصار إليه ، خصوصاً مع كونه قد أسند البكاء إلى شخصه الشريف ، لا إلى سيفه . . فيبقى المعنى الأول أكثر انسجاماً مع سياق الكلام . .
كما أنه يمكن حمل الكلام على معناه الحقيقي ، فإن كثرة البكاء ، المصاحب لشدة التأثر والحزن ، قد تصل إلى حد عدم قدرة الخلايا المسؤولة عن تحويل الدم إلى دمع على القيام بوظائفها . بسبب الإرهاق الذي نالها ، حتى أعجزها عن تلبية ما يطلب منها . .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .