بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
كنت في مناقشة مع بعض الإخوة المتعصبين من مذهب الوهابية والسنة فطرح علي أسئلة عن طريق الإنترنت فلم أجبه ، وقلت له : أعطني الفرصة لآتيك من كتبكم ولكن لم أحصل على الإجابات فأرجو مساعدتي .
قال الوهابي :
وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : « اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترضي الولاة عنهم أبداً ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا » ( 1 ) .
ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه : أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : « هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا » ؟ أي من قتلنا غيرهم ؟ [1] .
السؤال : من قتل سيد شباب أهل الجنة الحسين رضي الله عنه ؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فأما بالنسبة لدعاء الإمام الحسين « عليه السلام » على شيعته نقول :
1 - من الواضح : أن كلام هذا المشكك غير دقيق ، فإن الإمام الحسين « عليه السلام » إنما قال ذلك حين كانت الحرب دائرة في ساحة كربلاء ، فهو يقصد بكلامه هذا أعداءه الذين يقاتلونه ، وقد صرح بأنهم قد دعوهم لينصروهم ، فعدوا عليهم يقاتلونهم .
وغني عن البيان : أن استنصارهم بالحسين « عليه السلام » ، ودعوتهم له ، لا يعني أنهم كانوا من شيعته ، ومن المعتقدين بإمامته ، لأن دعوتهم هذه قد جاءت على سبيل الاستغاثة وطلب الإنقاذ من البلاء الذي كانوا فيه ، فقد قال لهم « عليه السلام » : « استصرختمونا
والهين ، فأصرخناكم موجفين » [1] .
والمستغيث قد يكون محباً للمستغاث به ، ومعتقداً لإمامته ، وقد لا يكون موافقاً له في الدين ، أو في الاتجاه المذهبي ، أو السياسي ، وقد يخالفه في ذلك .
وهؤلاء المستصرخين لم يكونوا هم وجميع أهل الكوفة - لم يكونوا - شيعة لعلي « عليه السلام » في ذلك الوقت ، أي حوالي سنة ستين للهجرة ، بل كانوا شيعة لبني أمية ، وقد قال لهم الإمام الحسين « عليه السلام » : « ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون » [2] .
وخاطبهم « عليه السلام » أيضاً بقوله : « وأنتم ابن حرب وأشياعه تعتمدون » [3] .
وبذلك يتضح : أن الذين قتلوا الإمام الحسين « عليه السلام » هم شيعة آل أبي سفيان . . لا شيعة علي « عليه السلام » ، إذ لم تكن الكوفة شيعية حتى ذلك الحين .
والشيعة الذين وجدوا فيها في أيام خلافة علي بن أبي طالب « عليه السلام » الذي استشهد سنة أربعين للهجرة ، قد تتبعهم زياد ابن أبيه في عهد معاوية ، وكان بهم عارفاً ، لأنه كان منهم وتتبعهم بعده عمال معاوية الآخرون ، فقتلوا من قتلوا ، وصلبوا من صلبوا ، وزجوا بالسجون من قدروا عليه منهم ، وهرب من هرب ولم يبق فيها إلا أشياع بني أمية وأتباعهم ، فإن وجد من شيعة علي أحد ، فإنما هم أفراد في غاية الندرة .
وإذا كان أهل الكوفة قد كتبوا للحسين « عليه السلام » بالقدوم عليهم ، فإنما دعاهم إلى ذلك شدة ظلم معاوية وعماله لهم من جهة ، ورغبتهم في التغيير مع أي كان من الناس من جهة أخرى . .
فلما واجههم ابن زياد بالترهيب والترغيب ، ووجدوا أن ذلك سوف يكلفهم غالياً نكصوا على أعقابهم ، وآثروا الغدر على الوفاء بما ألزموا أنفسهم به ، وعادوا إلى سيرتهم الأولى ، ونصروا من كان نهجه نهجهم ، وطريقته طريقتهم ، ومن يلتقون معه في نظرته ، وفي سياساته ، وتوجهاته .
2 - أما ما ذكره اليعقوبي ، فهو مجرد ذم لأهل الكوفة وبيان أن بكاءهم لا ينسجم مع أفعالهم الإجرامية .
على أن نسبة التشيع لليعقوبي مجرد حدس ، ورجم بالغيب ، وليس على تشيعه دليل ظاهر ، بل إن من ينظر في كتابه لا يجد فرقاً بينه وبين غيره من مؤلفات أهل السنة في السير والتاريخ .
والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين . .