- العراق
منذ سنتين

موقف عائشة من دفن الإمام الحسن « عليه السلام »

بسم الله الرحمن الرحيم سماحة السيد ( الشريف ) جعفر مرتضى . . السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته . . تروي بعض كتب التاريخ : أنه حينما أراد الإمام الحسين دفن الإمام الحسن بجانب الرسول ، فإنه استأذن عائشة ووافقت على ذلك ، ولكن مروان بن الحكم وجماعته هم الذين منعوهم بالقوة . فهل صحيح أن عائشة أتت للقبر وقالت : لا يدفن مع زوجي من لا أحب ، ما مدى صحة هذه الروايات ، وفي أي مراجع تم ذكرها ؟


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . بالنسبة لحديث استئذان الإمام الحسين « عليه السلام » من عائشة ليدفن أخاه مع رسول الله « صلى الله عليه وآله » فلا يصح ، وذلك لما يلي : أولاً : إن أبا بكر قد روى لفاطمة « عليها السلام » : أن النبي « صلى الله عليه وآله » قال : نحن معاشر الأنبياء لا نورث . . فكيف لا يورث ابنته ، ثم يورث زوجته . . ثانياً : قد يدَّعي مدعٍ : أن النبي « صلى الله عليه وآله » قد ملك زوجاته الحجرة في حال حياته . والجواب : أن ذلك لا يمكن إثباته بدليل صحيح وسليم . . إلا إذا كان رواة هذا الحديث ممن يريدون جرّ النار إلى قرصهم ، وتبرئة من يهمهم أمرهم . والتخلص من الإشكالات على تصرفاتهم . وإذا كان لا بد من قبول ذلك منهم ، فلماذا لا يقبلون من فاطمة الزهراء « عليها السلام » : أن النبي « صلى الله عليه وآله » قد أعطاها فدكاً ، وملَّكها إياها في حال حياته أيضاً . . ومن المعلوم : أن فدكاً كانت ملكاً خالصاً لرسول الله « صلى الله عليه وآله » بنص القرآن ، وليس فيها للمسلمين أي حق . . وإذا كانت عائشة قد ورثت الحجرة من رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، فإنما ورثت تسع ثمنها ، أي ما لا يصل إلى شبر في شبر منها . . وقد دفنت أباها وعمر بن الخطاب فيها فما الذي بقي مما تملكه للإمام الحسن « عليه السلام » ليدفن فيه . . ثالثاً : قد ورد حديث تصدي عائشة وهي راكبة على بغل لجنازة الإمام الحسن « عليه السلام » - حتى رشقت بالنبال ، لأجل المنع من دفنه « عليه السلام » مع جده - في العديد من المصادر [1] ، وذكر في عدد منها الشعر المعروف الذي لا نحب أن نذكره ! ! رابعاً : لقد أثبتنا بالدليل القاطع : أن النبي « صلى الله عليه وآله » قد دفن في بيت فاطمة « عليها السلام » لا في بيت عائشة . . والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين . .

3