logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ 3 سنوات

المعصوم لا يغسله إلا المعصوم ، ورؤية عورة الميت

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين . . السلام عليكم مولانا الفاضل حجة الإسلام والمسلمين السيد جعفر مرتضى العاملي حفظك الله وسدد خطاك وأعز بك الإسلام . . مولانا الفاضل . . الحديث الوارد عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » أنه قال للإمام علي « عليه السلام » : إنه لا يغسلني غيرك ولا يرى عورتي غيرك وأنه إذا رأى أحد غيرك عورتي يصاب بالعمى فهل مولانا المقصود بالعورة هي التي لا يصح لغير الزوج والزوجة رؤيتها وإذا كان ذلك هو المعنى بأي وجه شرعي يجوز للإمام علي « عليه السلام » أن يرى عورة الرسول « صلى الله عليه وآله » . . نرجو من حضرتكم مولانا الفاضل أن تشرح لنا ذلك ونحن لكم من الشاكرين وأجركم على الله عز وجل ونسألكم الدعاء .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإن الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى عرض جانب من الأخبار التي تعرضت لهذا الموضوع ، فنقول : أخبار ستر جسد الرسول « صلى الله عليه وآله » : 1 - ذكروا : أنه لما غسل النبيَّ « صلى الله عليه وآله » عليٌّ « عليه السلام » أسنده على صدره ، وعليه قميصه يدلكه به من ورائه ، ولا يفضي بيده إلى رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، ويقول : بأبي وأمي ، ما أطيبك حياً وميتاً . ولم يُر من رسول الله « صلى الله عليه وآله » شيء يُرى من الميت . وكان العباس والفضل ، وقثم يساعدون علياً « عليه السلام » في تقليب النبي « صلى الله عليه وآله » . . وكان أسامة بن زيد ، وشقران يصبان الماء عليه [1] . 2 - وعن ابن جريح ، عن أبي جعفر : قال : غسل رسول الله « صلى الله عليه وآله » ثلاث غسلات ، بماء وسدر ، في قميص [2] . 3 - وعن ابن عباس : أن علياً « عليه السلام » « أسنده إلى صدره وعليه قميصه . وكان العباس ، والفضل وقثم يقلبونه ، مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكان أسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء . وجعل علي يغسله ، ولم يُر من رسول الله شيء مما يراه من الميت الخ . . » [3] . 4 - وعن ابن عباس في حديث : « فغسله علي يدخل يده تحت القميص » [1] . 5 - وفي نص آخر : « غسله علي ، والعباس وابناه ، والفضل ، وقثم . وغسلوه وعليه قميصه لم ينزع » [2] . 6 - وعن علي « عليه السلام » : أوصى رسول الله « صلى الله عليه وآله » أن لا يغسله أحد غيره ، فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه . قال علي « عليه السلام » : فكان العباس وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر [3] . 7 - وفي حديث آخر : أنهم « سمعوا صوتاً في البيت : لا تجردوا رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، واغسلوا كما هو في قميصه ، فغسله علي « عليه السلام » يدخل يده تحت القميص ، والفضل يمسك الثوب عنه ، والأنصاري يدخل الماء ، وعلى يد علي « عليه السلام » خرقة ، ويدخل يده » [4] . 8 - هذا وقد شق علي « عليه السلام » قميصه من قبل جيبه ، حتى بلغ به إلى سرته [1] . 9 - وعن الإمام الكاظم « عليه السلام » : قال علي « عليه السلام » : غسلت رسول الله « صلى الله عليه وآله » أنا وحدي - وهو في قميصه - فذهبت أنزع عنه القميص ، فقال جبرئيل : يا علي ، لا تجرد أخاك من قميصه ، فإن الله لم يجرده [2] ، فغسله في قميصه . علي « عليه السلام » لم ير عورة النبي « صلى الله عليه وآله » : هذا وقد صرحت الروايات أيضاً : بأن علياً « عليه السلام » لم ير عورة رسول الله « صلى الله عليه وآله » حين غسله ، فقد : 1 - روي عنه « عليه السلام » قوله : « إن رسول الله « صلى الله عليه وآله » أوصى إليَّ وقال : يا علي ، لا يلي غسلي غيرك ، أو لا يواري عورتي غيرك ، فإنه إن رأى أحد عورتي غيرك تفقأت عيناه . . فقلت له : كيف ؟ فكيف لي بتقليبك يا رسول الله . فقال : إنك ستعان . فوالله ما أردت أن أقلب عضواً من أعضائه إلا قلب لي . . . وأما السادسة عشرة ، فإني أردت أن أجرده ، فنوديت : يا وصي محمد ! لا تجرده ، فغسلته والقميص عليه ، فلا والله الذي أكرمه بالنبوة ، وخصه بالرسالة ، ما رأيت له عورة » [1] . 2 - وعن علي « عليه السلام » : « أوصاني النبي « صلى الله عليه وآله » لا يغسله غيري ، فإنه لا يرى عورتي إلا طمست عيناه » [2] . الفضل مشدود العينين : 1 - روي عنه « صلى الله عليه وآله » قال : يا علي ، تغسلني ، ولا يغسلني غيرك ، فيعمى بصره . قال علي « عليه السلام » : ولِمَ يا رسول الله ؟ . قال « صلى الله عليه وآله » : كذلك قال جبرئيل عن ربي : إنه لا يرى عورتي غيرك إلا عمي بصره . إلى أن تقول الرواية : قلت : فمن يناولني الماء ؟ قال « صلى الله عليه وآله » : الفضل بن العباس ، من غير أن ينظر إلى شيء مني ، فإنه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر إلى عورتي ، وهي حرام عليهم . إلى أن قال « صلى الله عليه وآله » : وأحضر معك فاطمة ، والحسن والحسين « عليهم السلام » ، من غير أن ينظروا إلى شيء من عورتي [1] . 2 - وقد ذكرت الروايات : أنه لما أراد « عليه السلام » غسله استدعى الفضل بن عباس ، فأمره أن يناوله الماء بعد أن عصب عينيه [2] إشفاقاً عليه من العمى . 3 - وفي نص آخر : أن النبي « صلى الله عليه وآله » قال لعلي « عليه السلام » : « جبرئيل معك يعاونك ، ويناولك الفضل الماء . وقل له : فليغط عينيه ، فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك ، إلا انفقأت عيناه » [1] . فاتضح مما تقدم : أن النبي « صلى الله عليه وآله » قد غسل في قميصه ، وأن علياً « عليه السلام » قد عصب عيني الفضل بن العباس . وأن علياً « عليه السلام » نفسه قد غسل النبي « صلى الله عليه وآله » من وراء الثياب . وأنه لم يَر عورة رسول الله « صلى الله عليه وآله » . وهذا كله يعطينا : أن تعصيب عيني الفضل - مع كون التغسيل مع وجود القميص - إنما هو لكي لا يُرى شيئاً من جسد رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، مما لم يكن كشفه مألوفاً ، فإن هذا المقدار أيضاً لا يجوز أن يراه أحد ، ولا بد أن يبقى مخفياً لأن حكمه حكم العورة من جهة حرمة رؤيته ولكن كان يجوز لعلي « عليه السلام » أن يرى هذا المقدار . . فلم يعصب عينيه عنه ، أما العورة الحقيقية نفسها ، فلم يرها علي « عليه السلام » ، وربما يشهد على ما ذكرناه النصوص التالية : مؤيدات وشواهد : 1 - قد ورد أنه قد نادى منادٍ : يا علي بن أبي طالب ، استر عورة نبيك ، ولا تنزع القميص . 2 - وفي حديث المناشدة : أنه « عليه السلام » غسله مع الملائكة ، وهم يقولون : استروا عورة نبيكم ستركم الله . 3 - عن جابر : أنه « صلى الله عليه وآله » قال : لا يحل لرجل أن يرى مجردي إلا علي [1] . 4 - وعن السائب بن يزيد أنه « صلى الله عليه وآله » قال : لا يحل لمسلم يرى مجردي ( أو عورتي ) إلا علي [2] . 5 - وعنه « صلى الله عليه وآله » قال : لا يرى عورتي غير علي إلا كافر [3] . قال النوري : قال بعض المحققين من الشراح : لعل المراد بعورته « صلى الله عليه وآله » المراق ، وما سفل من البطن . وكان ذلك من خصائصه « صلى الله عليه وآله » لا ينبغي أن ينظر غيره « عليه السلام » إلى ذلك من بدنه . ويؤيده قوله « صلى الله عليه وآله » في حديث الطرف : « الفضل بن العباس من غير أن ينظر إلى شيء مني » . ويكون قوله : « فإنه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر إلى عورته » مما يشمل أمير المؤمنين « عليه السلام » أيضاً . ويكون من خصائصه : أن لا ينظر غير علي « عليه السلام » إلى بدنه . ويخدش ( أي يدور ) في الخَلَد : أنه « عليه السلام » لما كان لا ينظر إلى عورته « صلى الله عليه وآله » قال : غيرك . ويؤيده : ما في الطرف ، والمصباح من قول جبرئيل : لا تجرد أخاك الخ . . فتدبر [1] . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .

2