مدّة حكم الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)

الأقوال في مدّة حكم الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) مختلفة، وذلك تبعاً لما ورد في الروايات فأقلها سبع سنين، ففي المعجم الأوسط: ١٠/٢٠٩، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يملك رجل من أهل بيتي أجلى الجبهة أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يعيش هكذا، وبسط كفه اليمنى وبسط إلى جنبها إصبعين، وبسط كفه اليسرى). وفي رواية عن النبي(صلّى الله عليه وآله ) يملك المهدي سبع، ثمان، تسع سنين، فقد ورد عن أبي سعيد الخدري : المهدي يعيش في ذلك - يعني بعدما يملك - سبع سنين أو ثمان أو تسع.. الفتن، نعيم بن حماد : ١/٣٧٦ وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يملك المهدي تسعاً أو عشراً، أسعد الناس به أهل الكوفة). ينابيع المودة/٤٤٩ واستشكل بعض العلماء على رواية السبع سنين ونحوها بقوله: إن مهمة الإمام (عليه السلام) استثمار جهود جميع الأنبياء (عليهم السلام) خاصة نبينا (صلى الله عليه وآله)، وإقامة دولة العدل الإلهي العالمية، وهو مشروع ضخم لا يكفي له بضع سنين.(المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، علي الكوراني العاملي: ص٢٧٧ وفي غيبة النعماني/٣٣١ و٣٣٢ و٣٥٣، بعدة طرق عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يملك القائم (عليه السلام) تسع عشرة سنة وأشهراً) وفي الإرشاد: ٢/٣٨١: (روى عبد الكريم الخثعمي قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): كم يملك القائم؟ قال: سبع سنين، تطول له الأيام والليالي حتى تكون السنة من سِنيّه مقدار عشر سنين من سِنيّكم، فيكون سُنوّ ملكه سبعين سنة من سِنيّكم هذه). وروي أنها ثلاثمائة وتسع سنين، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام ): "يملك القائم ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً كما لبث أهل الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً". غيبة الطوسي/٢٨٣، و٤٧٤ وكثرة الأقوال في مدّة ملك المهدي (عجل الله تعالى فرجه) ربما تشير إلى أن مدّة ملكة (عليه السلام ) خاضعة لسُنّة البداء، وليست هي أمراً لازماً وحتمياً بحيث لا يتغير،فإن نفس خروج المهدي (عجل الله تعالى فرجه) من المحتوم، بل هو من الميعاد أمّا مدّة ملكه فليست كذلك، فتأمل.