السلام عليكم اني قبل من جنت طالبه بالمدرسه جنت كلش احب طب الاسنان و بذلت قصارى جهدي في سبيل احققه تعلقت بي و كأنه واحد من اهلي مو مجرد قسم بحيث كمت ما اشوف بالدنيا غيره و كل همي شلون احصله سهرت و تعبت و تحملت ظروف كلها اكول تهون من احقق حلمي و اصير طبيبة اسنان سبحان الله الله ما رزقني المعدل الي يأهلني ادخله رجعت عدت سادس مره ثانيه و كذلك حصلت على نفس المعدل تقريبا اتأذيت حيل وتمرضت الى ان اقتنعت بالامر الواقع وداومت غير قسم وهسه تخرجت الحمد لله بس المشكله يا سادتي اني لسه احس بنفس الحراره وكسرة الكلب و مو كادره انسى واعيش طبيعي وضاله اكو غصه وقهره بكلبي مرات احس دا اعترض على امر الله حاشا لله بس والله اني مقتنعه بقسمة رب العالمين بس هي حراره وغصه بكلبي مدا تروح لان تعبت و سويت كل شي يأهلني ادخل ومستواي جان ممتاز بس الله ما كتب نصحوني شسوي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، إن ما تشعرين به من ألم وحسرة بعد بذل الجهد الكبير في سبيل تحقيق هدف معين، هو أمر طبيعي يمر به الكثير من الناس، ولا يعني ذلك اعتراضًا على قضاء الله وقدره، بل هو شعور إنساني ينبع من تعلق القلب بما أحب.
وإن الله سبحانه وتعالى يعلم ما في القلوب، ويعلم صدق نيتك وجهدك، وهو أرحم الراحمين.
ابنتي، إن تعلقك الشديد بطب الأسنان، وجعله كأحد أفراد عائلتك، هو ما جعل هذا الفقد مؤلمًا لهذه الدرجة.
ولقد وضعتِ كل آمالك وطاقتك في هذا الهدف، وعندما لم يتحقق، شعرتِ بفراغ كبير. ولكن الحياة لا تتوقف عند هدف واحد، والله سبحانه وتعالى قد خبأ لكِ خيرًا آخر في طريق لم تتوقعيه.
وللتغلب على هذه الغصة، عليكِ أولاً أن تدركي أن الله تعالى يختار لنا الأفضل دائمًا، حتى لو لم ندرك حكمته في البداية.
وقد يكون في عدم دخولكِ طب الأسنان خير عظيم لكِ في دينك ودنياك، وقد يكون في القسم الذي تخرجتِ منه الآن أبواب رزق وسعادة لم تخطر لكِ ببال.
ثانيًا: حاولي أن تحولي هذه الطاقة التي كنتِ تبذلينها في التفكير في الماضي، إلى طاقة إيجابية نحو مستقبلك.
وقد تخرّجتِ الآن من قسم آخر، وهذا بحد ذاته إنجاز يستحق الفخر، فابدئي بالبحث عن فرص عمل في مجال تخصصك، وحاولي أن تبدعي فيه، وقد تجدين فيه متعة وشغفًا لم تتوقعيهما.
ثالثًا: اشغلي نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك. وتقربي إلى الله بالعبادات والطاعات، واقرئي القرآن بتدبر، واذكري الله كثيرًا، فإن في ذكر الله تطمئن القلوب.
وحاولي أن تتعلمي مهارات جديدة، أو تمارسي هوايات مفيدة تشغل وقتك وتجدد نشاطك.
رابعًا: لا تستسلمي لليأس أو الحزن.
فإن الحياة مليئة بالتحديات، والمؤمن القوي هو الذي يواجهها بصبر وثبات، ويثق بأن بعد العسر يسرًا.
وتذكري أن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين، وأن كل جهد بذلتيه لن يذهب سدى، بل سيجازيكِ الله عليه خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
وأخيرًا، ادعي الله كثيرًا أن يزيل هذه الغصة من قلبك، وأن يرضيكِ بما قسم لكِ، وأن يفتح لكِ أبواب الخير والرزق من حيث لا تحتسبين.