logo-img
السیاسات و الشروط
مجهول ( 19 سنة ) - العراق
منذ شهر

تفخيذ الرضيعة: الحكم الشرعي وهل هو من نهج آل البيت؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قبل بضعة شهور أرسلت لكم سؤالًا حول فتوى إباحة تفخيذ الرضيعة، وكنت قد قدمت سؤالًا استنكاريًا حول هذه الفتوى. كذلك أردت أن أعرف إذا كانت هذه المسألة قد أُبيحت في نهج آل البيت أم أنها مجرد فتوى تفرد بها شخص من جهة معينة. لكن بعد تحويلي للأسئلة التي قد أجيب عليها من بعض الإخوة والأخوات، رأيت أن القسم الأول كان إجابة عن موضوع آخر وهو تزويج الصغيرة، أما القسم الثاني وهو موضوعي، فلم أرَ أي رد، بل كان توبيخًا وهجومًا على السائل، على الرغم من كون السائل لم يسيء لأي شيخ بل كان يستنكر الفعل في سؤاله. فاسؤالي هو: ما حكم هذه المسألة بكل وضوح، وهل هي مشرعة من نهج آل البيت أم فتوى مستحدثة؟وكذلك، ما سبب الاندفاع والهجوم على السائل في هذه الفتاوى، رغم أنها تثير القلق وتحتاج إلى إجابة واضحة؟ وشكرًا لكم.


عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ولدي العزيز، إن مسألة تفخيذ الرضيعة هي من المسائل التي أثارت جدلاً واسعاً، وقد أُسيء فهمها وتداولها بشكل خاطئ في كثير من الأحيان. إن الشريعة الإسلامية، ومنهج أهل البيت عليهم السلام، مبنية على العقل والفطرة السليمة، وعلى حفظ كرامة الإنسان وصيانة حقوقه، وخاصة الأطفال والضعفاء. إن ما يُنسب إلى بعض الفقهاء في هذا الشأن، هو في سياق فقهي دقيق يتعلق بمسائل النكاح الدائم والمنقطع، ولا يعني بأي حال من الأحوال إباحة الاعتداء على الطفولة أو ممارسة أي فعل يتنافى مع الأخلاق والقيم الإنسانية والإسلامية. إن الفقهاء الذين تناولوا هذه المسألة، كانوا يتحدثون عن حكم شرعي نظري في سياق معين، وليس دعوة لممارسة هذا الفعل أو تشجيعه. إن منهج أهل البيت عليهم السلام يؤكد على حرمة الإضرار بالغير، وعلى وجوب رعاية الأطفال وحمايتهم من كل سوء. إن أي فعل يمس بسلامة الطفل الجسدية أو النفسية هو محرم شرعاً ومرفوض عقلاً. إن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق المصالح ودرء المفاسد، ولا يمكن أن تبيح فعلاً يضر بالطفل ويخالف الفطرة السليمة. أما بخصوص الاندفاع والهجوم على السائل، فربما يكون ذلك ناتجاً عن سوء فهم للسؤال أو حساسية تجاه الموضوع، أو ربما يكون هناك من يرى أن طرح هذه المسائل بهذه الطريقة قد يثير الشبهات ويشوه صورة الإسلام. ولكن من واجبنا جميعاً أن نتعامل مع الأسئلة الشرعية بروح من التسامح والحكمة، وأن نقدم الإجابات الواضحة والمبنية على الأدلة الشرعية، مع مراعاة السياق الذي تُطرح فيه هذه المسائل. إن الإسلام دين الرحمة والعدل، ولا يمكن أن يأمر بما يخالف الفطرة السليمة أو يضر بالإنسان. وعلينا أن نتحلى بالصبر والحكمة في فهم المسائل الشرعية، وأن نرجع إلى أهل العلم الثقات الذين يمتلكون البصيرة والفهم العميق للشريعة. نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى.