تأخير يوم القيامة

بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ان امر الساعة بيد الله تعالى فهو القائل جل وعلا في كتابه الكريم: ((يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)) (الأعراف:187) واذا كان امرها بيد الله تعالى فبالتاكيد تحديد وقتها يكون لاجل حكمة ومصلحة يريدها الله تعالى بعباده فان الله تعالى لا يفعل الا ما في الخير والصلاح لخلقه وعلينا التسليم لله تعالى فـ ((لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ)) (الأنبياء:23). ولعل الحكمة من تأخير يوم القيامة والمصلحة المترقبة هي ان يرتقي الناس الى مراتب عالية في هذه الدنيا فان الله تعالى لم يعدهم لهذه الدنيا وانما اعدهم للاخرة ولكن الوصول الى الاخرة يحتاج المرور بمراحل كما هو الحال في الجامعة والدكتوراه فان الوصول الى هذه المراتب يستدعي ان نمر بمرحلة الابتدائية ومرحلة المتوسطة والاعدادية فنصل الى مرتبة الجامعة والجامعة على مراتب منها البكلوريوس ومنها الماجستير ومنها الدكتوراه والدكتوراه فهكذا الانسان فالله تعالى أراد له ان يصل الى الاخرة وباعلى المراتب فيها وهذه يصل اليها بعد ان يمر بالدنيا وبالبرزخ وبالرجعة وبالقيامة حتى يصل الى المراتب العالية وكل يصل على حسب جهده وقدرته وتفوقه وتعبه كما هو الحال تمام في المراحل الدراسية السابقة فتجد من يكون من المتفوقين ومنهم من حاله متوسط ومنهم من يكون مقبولا فقط ومنهم من يخفق ولا يرتقي فهذا في الحقيقة قد رضي لنفسه ان تكون في اسفل المراتب ولعل العذاب يوم القيامة يكون من هذا القبيل وهو الحسرة والندامة وينال جزاء جهده وعمله ومفاسدة التي جعلته في المراتب السافلة بخلاف من جهد في الطاعة والعمل الصالح فانه يرتقي على حسب عمله ما قدمه لحياته.(والله العالم) تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته