- العراق
منذ سنتين

التفريق في الصلاة اليومية

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله . . منذ متى بدأ الشيعة بالتفريق بين صلاتي الظهر والعصر ، وصلاتي المغرب والعشاء ؟ كما نحن نفعل اليوم . أرجو الإجابة بالتفصيل . .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . لقد بدأ الشيعة بالتفريق وبالجمع بين صلاتي الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء ، من عهد الرسول « صلى الله عليه وآله » ، وذلك اقتداءً منهم بهذا النبي الكريم والعظيم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين ، حيث صرحت الروايات الكثيرة المروية عند السنة والشيعة ، بأسانيد صحيحة : أن النبي « صلى الله عليه وآله » قد جمع بين الصلوات من دون عذر من سفر ، ولا مطر ، ولا غير ذلك [1] . علماً بأن الشيعة لا يرون الجمع واجباً ، كما لا يرون التفريق حتماً لازماً . . يضاف إلى ذلك : أن القرآن نفسه لم يحدد سوى ثلاثة أوقات للصلاة اليومية ، حيث قال : * ( أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ) * [2] . وقد دلت روايات أهل البيت « عليهم السلام » أيضاً : على صحة الجمع والتفريق ، فقد روي : أنه إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين ، إلا أن هذه قبل هذه [3] . وهذا معناه : أن وقت فضيلة الظهرين يكون قد بدأ بمجرد الزوال ، مع حتمية تقديم صلاة الظهر ، ثم يستمر وقت فضيلتهما معاً إلى حين صيرورة ظل كل شيء مثله ، فينتهي حينئذٍ وقت فضيلة الظهر ، ويستمر وقت فضيلة العصر إلى أن يصير ظل كل شيء مثليه . . فينتهي هذا الفضل . فمن صلى الظهر بعد صيرورة ظل الشيء مثله ، إلى آخر الوقت ، فإنه يكون قد صلاها في غير وقت فضيلتها . ومن يصلي العصر بعد صيرورة ظل كل شيء مثليه إلى الغروب ، فإنه يكون قد صلاها في غير وقت فضيلتها . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .