- العراق
منذ سنتين

القراءات . . وتواتر القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم سيدي آية الله العاملي . . أما بعد فقد كانت هناك مناظرة في « قناة المستقلة الفضائية » وكان الكلام عن تحريف القرآن وكانوا يسألون عن سند الشيعة للقرآن ومسائل أخرى فكيف هذا الأمر ؟ وأنا بعد المناظرة بحثت شيئاً مَّا عن سند القرآن الموجود لدى السنة برواية حفص عن عاصم عن السلمي أرجو أن تعطيني ما به من خلل لأني لست طالب علم ولكن كانت مشاركتي في منتديات للدفاع عن مذهب أهل البيت وأرجو منكم سيدي أن تبحث هذا الموضوع بنفسك لكي يكون لنا فيها مرجعية نستطيع من خلالها أن نعرف أكثر . وإليك نص مشاركتي : « رواية القرآن بسند حفص عن عاصم عن السلمي عن الإمام علي « عليه السلام » رواية ضعيفة عند أهل السنة وسنرى كيف أن هذا الطريق عند أهل السنة وعلماء الجرح قد ضعفوا هذا الطريق أقصد عن حفص الكوفي عن عاصم الكوفي عن السلمي الكوفي عن الإمام علي والغرض من تضعيف هذا الطريق تعزى للعنصرية لأن هذا الطريق فيه أهل مدينة لا يحبونها وهي الكوفة التي انتقل إليها الإمام علي « عليه السلام » وجعلها عاصمة للخلافة الإسلامية . نعم ، قال علماؤهم في حفص : بأنه ليس بثقة ومتروك . ولا يصدق . وضعيف . وسارق أي حرامي . قال أبو قدامة السرخسي ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين : ليس بثقة . وقال البخاري ، صاحب الصحيح : تركوه . لماذا تركوه يا بخاري ؟ هم تركوه وأنت أيضاً تركته لأنه شيعي كوفي . وقال مسلم بن الحجاج ، صاحب الصحيح : متروك . مسكين يا حفص متروك لو كنت عثماني الهوى أو عمري لكنت ثقة ثبت . وقال النسائي : ليس بثقة . وكذلك اتهموه بأنه سارق ، وحرامي . يستعير كتاب من أحدهم ولا يرجع الكتاب . قال يحيى بن سعيد عن شعبة : أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً لم يرده ؟ يعني حرامي كتب . ووصفوه أنه كاذب : قال أبو أحمد بن عدي عن الساجي عن أحمد بن محمد البغدادي عن يحيى بن معين : كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم وكان حفص أقرأ من أبي بكر وكان كاذباً ( يقصد حفص ) وكان أبو بكر صدوقاً . فالكاذب كيف نثق به بطريق مروي عن طريقه في أسناد القرآن . هذه كانت ترجمة لحفص الشيعي الكوفي . هذه أقوال علماء السنة وحدها تسقط رواية أسناد القرآن عن طريق حفص . ووصفه بالكذب وبأنه سارق كاف لإسقاطه ليس فقط حديثاً وإنما أيضاً في روايته للقرآن . وإلا ما الفرق في الكذب بين الحديث والقرآن ، فالكاذب غير مأمون بأي نقل ، لأنه سوف يكذب في نقله . هذا وحده كافي لإسقاط الرواية . والآن لنرى الباقين من رواة السند . في ترجمة عاصم الكوفي فقد اتهموه بأن في حفظه شيء . وآخر اتهمه بأنه ليس بثقة . وأنه كل من اسمه عاصم سئ الحفظ ( هههههههه ) . قال أبو جعفر العقيلي : لم يكن فيه إلا سوء الحفظ . وقال الدارقطني : في حفظه شيء ؟ ؟ ؟ طيب كيف تقبلون من رجل سئ الحفظ كيف ينقل لكم أعظم من أحاديثكم ؟ وقال يعقوب بن سفيان : سألت أبا زرعة عنه ، فقال : ثقة , فذكرته لأبي فقال : ليس محله هذا أن يقال : إنه ثقة وقد تكلم فيه ابن عليه ، فقال : كل من اسمه عاصم سئ الحفظ . واتهموه أنه شيعي . . قال يوسف بن يعقوب الصفار ، عن أبي بكر بن عياش : سمعت أبا إسحاق يقول : ما رأيت أقرأ من عاصم . قال : فقلت : هذا رجل قد لقي أصحاب علي . هو هذا السبب يا عاصم . إنه أنت غير مقبول عندهم ولذلك روى له البخاري ومسلم مقروناً بغيره . أي لا يقبل حديثه إلا إذا كان هناك طريق آخر لحديثه فيقبل . فكيف نقبل بمثل هذا الرجل أن ينقل لنا الكتاب بغير أن يكون له طريق آخر . وأي كتاب أعظم كتاب في الوجود وهو القرآن . والآن نأتي إلى الأسلمي الكوفي وهو ممن شهد معركة صفين مع الإمام علي « عليه السلام » وقد أخذ رواية القرآن من علي « عليه السلام » . قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمة السلمي : قال ابن أبي حاتم عن أبيه : ليس تثبت روايته عن علي . فقيل له : سمع من عثمان . قال : روى عنه ولم يذكر سماعاً . من هنا نثبت : أن هذا الطريق من السند ينتهي فقط إلى الإمام علي « عليه السلام » ولدينا دليل آخر على أنه سند الحديث ينتهي فقط إلى الإمام علي « عليه السلام » . قال أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى ، عن أبي بكر بن عياش : قرأت على عاصم . وقال عاصم : قرأت على أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ أبو عبد الله السلمي ، على علي بن أبي طالب . وكذلك إذا نظرنا إلى ترجمة عثمان بن عفان ونستعرض تلاميذه الذين نقلوا عنه لا نرى السلمي منهم . وفي هذا كفاية على من له عقل في أنه علماء أهل السنة قد أسقطوا سند رواية القرآن وإنا لله وإنَّا إليه راجعون . . » . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإن إبطال سند إحدى القراءات لا يلزم منه إبطال سند القرآن ، بل حتى لو كانت القراءات السبع كلها لا سند لها ، فإن ذلك لا يضر في ثبوت القرآن نفسه . . وذلك لأن الدليل على ثبوت القرآن هو تواتره جيلاً بعد جيل ، من عهد رسول الله « صلى الله عليه وآله » وإلى يومنا هذا . حتى لقد ذكروا : أن خمسمائة ، أو أربع مائة من حفاظ القرآن قتلوا في زمن أبي بكر في حرب اليمامة مع مسيلمة الكذاب [1] . بل لقد رووا : أن الذين حضروا صفين من حفاظ القرآن كانوا ثلاثين ألفاً [2] . وكانت ثورة ابن الأشعث على الحجاج تسمى : ثورة القراء ، لكثرة القراء الذين شاركوا فيها ، فقد كانوا هم عمدة ذلك الجيش [3] ، وكان معه مائة ألف ممن يأخذ العطاء ، ومثلهم من مواليهم [4] . وقيل : كان في ذلك الجيش سرية تسمى سرية القراء [5] . فهل يمكن بعد هذا أن يقال : إن ثمة شكاً في تواتر القرآن المجيد ؟ ! وأما القراءات ، فإن كان المقصود بها هو : اللهجات ، أو الالتزام بالمد في مورد ، أو بعدمه في مورد آخر ، أو بالإمالة هنا ، وعدمها هناك ، ونحو ذلك مما لا يغيِّر في تركيبة اللفظ ، فهي مقبولة لدينا . أما إن كانت بمعنى التغيير في الألفاظ ، أو الآيات زيادة ونقيصة ، أو التصرف في مباني الكلمات ، أو التقديم والتأخير في التراكيب وفي الآيات ، ونحو ذلك فهي مرفوضة جملة وتفصيلاً ، لأن هذا الأمر ينتهي إلى القول بتحريف القرآن ، أو بتجويز التصرف فيه ، وفق مشتهيات البشر , وكلاهما باطل حتماً وجزماً . . وقد ذكرنا ذلك كله في كتابنا : « حقائق هامة حول القرآن الكريم » فراجع . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .