- العراق
منذ سنتين

عجاز القرآن

إعجاز القرآن بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . لدي عدة أسئلة أرجو التفضل بالرد السريع عليها ومناقشتها تفصيلياً . ( وأعتذر لطول الأسئلة ) . إذا اتُّهم القرآن بكونه من صنع البشر ، فهل يوجد ردٌ عقلائي قاطع غير الإعجاز القرآني ؟ ما الفرق بين الإعجاز القرآني والتنبؤ تارة وبين السحر تارةً أُخرى ؟ إذا قيل بأن ما جاء في القرآن من إعجاز ما هو إلا أحلام قد حلم بها محمد وتحققت عن طريق الصدفة بمرور الزمن ؟ ( علماً أن هذه الأحلام ليست بمثابة الوحي المنزل من الله ( تعالى ) وإنما أتته صدفة . وبغض النظر عن دليل المستشكل ) . فما الجواب المنطقي على ما تقدم ؟ ما عدد الآيات القرآنية التي تنص على الإعجاز ؟ ويا حبذا لو تفضلتم بذكر أرقامها وأسماء سورها ؛ ( وإن كان في رجائي أدنى إحراج فلا تتقيدوا بهذا السؤال لأنه قد يأخذ منكم الكثير من الوقت ) . أرجو المناقشة بالتفصيل . . والسلام عليكم . .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . الجواب على السؤال الأول : إذا كان القرآن من صنع البشر ، فهذه ساحة التحدي مفتوحة أمام جميع البشر كلهم , فليأتوا بمثل هذا القرآن أو فليأتوا بعشر سور من مثله , أو فليأتوا بسورة من مثله , ولو بمقدار سورة الكوثر . . ونقول في الجواب على السؤال الثاني : إن الإعجاز القرآني له جهات مختلفة ونقصد بالإعجاز : أن أي موضوع أشار إليه القرآن فإنه قد جاء فيه بما يعجز عنه البشر ، وأصاب كنهه وحقيقته . . فهو معجز فيه ولو بمعنى أنه أشار إلى أمور لم يكن يعرفها أحد من البشر في عهد نزول القرآن ، وهو معجز في التشريع , وفيما تحدث به عن أمور الكون , وما قاله عن خلق الإنسان , وفيما أخبر عنه من أحداث أو في طريقته البيانية , وكذلك الحال في سائر الشؤون . . وأما التنبؤات البشرية , فهي غالباً إخبارات عن أمور مستقبلية ناشئة عن الحدس والتخمين استناداً إلى إشارات , أو إرهاصات لها ، يجدها المتنبئ حاضرة لديه . وربما تكون مجرد طرح مفردات جرت العادة بحدوث نظائرها , فيصيب منها ما يصيب , ويخطئ منها ما يخطئ . . وأما السحر , فهو أنواع مختلفة , يجمعها كلها أنها لا واقع لها وراء الإيهام والتخييل , والتأثير من خلال ذلك ، فما معنى قياس القرآن بمثل هذه الترهات و الأباطيل ؟ ! وفي الجواب على السؤال الثالث نقول : إن الحديث عن الأحلام وعن الصدف لا مورد له هنا , فإن القرآن معجز في كل أمر تعرض له , من حيث إنه أصاب فيه كبد الحقيقة , ولا يقتصر إعجازه على إخباراته الغيبية كما أوضحنا فيما سبق . وأما الحديث عن الصدفة فلا يصح , لأن من يعتمد على الصدفة لا يمكن أن يتحدى الآخرين ، ويطلب منهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن , أو أن يأتوا بعشر سور من مثله , أو بسورة من مثله . . مع ملاحظة : أن السورة كانت تنزل على النبي الأكرم « صلى الله عليه وآله » بتمامها , ثم تبدأ الأحداث - التي هي موارد انطباق آياتها - بالحصول , ثم يأتي جبرئيل ثانية ، ويأمر النبي « صلى الله عليه وآله » عن الله تعالى بتذكير الناس بالآيات المرتبطة بتلك الأحداث , فيقرؤها « صلى الله عليه وآله » عليهم . . وهذا الواقع التاريخي يعطي : أنه لا يوجد أي اعتماد على الصدفة , بل هو تعمد لتطبيق كل آية على موردها . . الجواب على السؤال الرابع : ذكرنا آنفاً : أن الله سبحانه قد تحدى الإنس والجن بأن يأتوا بمثل هذا القرآن . وتحداهم بأن يأتوا بعشر سور , وتحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله . . وأية واحدة من هذه الثلاثة ، تكفي لحسم الأمر . . والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .

2