logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ 3 سنوات

علي « عليه السلام » وجه رب الكون

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . ما هو المقصود من القول : إن الإمام علياً « عليه السلام » هو وجه رب الكون ؟


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . هناك روايات تدل على أن الأئمة « عليهم السلام » هم وجه الله . . وورد في جملة منها ما يدل على مقصودهم « عليهم السلام » من هذه التعابير . . وقد صرح المجلسي : بأنها تعابير مجازية ، وبأن « تلك المجازات شائعة في كلام العرب ، فيقال : لفلان وجه عند الناس ، وفلان يد على فلان ، وأمثال ذلك . والوجه يطلق على الجهة ، فالأئمة « عليهم السلام » الجهة التي أمر الله بالتوجه إليها ، ولا يتوجه إليه تعالى إلا بالتوجه إليهم . وكل شيء هالك باطل ومضمحل إلا دينهم وطريقتهم ، وطاعتهم » [1] . ونحن نذكر هنا طائفة من النصوص التي فسرت هذا التعبير ، وذكرت أن المقصود به هو : أنهم الوجه الذي منه يؤتى ، أي أن من يريد أن يطلب حاجته من الله عز وجل ، أو يريد أن يتعلم دينه ، فعليه أن يرجع إليهم صلوات الله عليهم ، ويجعلهم وسيلته ، ويطلب منه تعالى عن طريقهم ، فهم « عليهم السلام » « طرق إلهية ، وأنوار ربوبية » [2] . وهذا ما أشير إليه في ما روي عن أبي عبد الله « عليه السلام » : « نحن وجهه الذي يؤتى منه » [3] . وعن أبي جعفر « عليه السلام » مثله [4] . ومثله عن الإمام السجاد « عليه السلام » [5] . وجاء في زيارة أمير المؤمنين « عليه السلام » قوله : « وأنك وجه الله الذي منه يؤتى » [6] . وفي رواية أخرى عن الإمام الرضا « عليه السلام » : « يا أبا الصلت ، من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه ، ورسله ، وحججه صلوات الله عليهم . هم الذين بهم يتوجه إلى الله عز وجل ، وإلى دينه ، ومعرفته » [1] . وفي نص آخر عن أبي جعفر « عليه السلام » في قوله تعالى : * ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ ) * [2] ، قال « عليه السلام » لأبي حمزة : يا فلان ، فهلك كل شيء ، ويبقى الوجه ؟ ! الله أعظم من أن يوصف ! ! ولكن معناها : كل شيء هالك إلا دينه . ونحن الوجه الذي يؤتى منه ، لم نزل في عباد الله ، ما دام لله فيهم روية [3] ( أي حاجة ) . وفي نص آخر : عن الإمام الصادق « عليه السلام » في قوله * ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ ) * قال : دينه . وكان رسول الله « صلى الله عليه وآله » وأمير المؤمنين « عليه السلام » دين الله ، ووجهه ، وعينه في عباده ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده على خلقه . ونحن وجه الله الذي يؤتى منه ، لن نزال في عباده ما دامت لله فيهم روية . قلت : وما الروية ؟ قال : الحاجة ، فإذا لم يكن لله فيهم حاجة رفعنا إليه ، وصنع ما أحب [1] . وعن الصادق « عليه السلام » : إن الله خلقنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده ، بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدل عليه ، وخزانه في سمائه وأرضه [2] . وعن سلام بن المستنير قال : سألت أبا جعفر « عليه السلام » عن قول الله * ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ ) * ، قال « عليه السلام » : نحن - والله - وجهه الذي قال . ولن يهلك يوم القيامة من أتى الله بما أمر به من طاعتنا وموالاتنا ، ذاك الوجه الذي قال الله : * ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ ) * ليس منا ميت يموت إلا خلف عقبه منه إلى يوم القيامة [3] . وعن صفوان ، عن أبي عبد الله « عليه السلام » في قوله عز وجل * ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ ) * . . قال : « من أتى الله بما أمر به ، من طاعة محمد والأئمة من بعده صلوات الله عليهم ، فهو الوجه الذي لا يهلك ، ثم قرأ : * ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله ) * [1] » [2] . وعن الصادق « عليه السلام » قال : كل شيء هالك إلا من أخذ الطريق التي أنتم عليه [3] . وخلاصة الأمر : إنه ليس المراد بالوجه : معناه الحقيقي ، بل المراد به : الجهة ، كما هو في أصل اللغة . . ولذلك جاء التعبير عنه في الروايات : بأنه الدين ، حيث يتوسل به إلى الله عز وجل ، ويتوجه به إليه ، وينال به رضوانه . أو عبر عنه بأنه الأنبياء ، والرسل ، والأئمة الطاهرون « عليهم السلام » . لأن بهم يتوجه إلى الله عز وجل ، وإلى رضوانه ، فمن أراد طاعته تعالى ، يتوجه إليهم ، ويأخذ منهم وعنهم . وقد يراد بوجه الله : العمل الصالح الذي أريد به وجهه تعالى ، لكي يقبل عليه سبحانه بألطافه ونعمه ، وفيوضاته . وعبر عنه أيضاً : بأنه طريق الحق ، الذي كان عليه شيعة أهل البيت « عليهم السلام » . . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .

5